بسبب حرب أوكرانيا: أميركا تنافس قطر على صدارة الدول المصدرة للغاز
اقتربت أميركا خلال العام الماضي من انتزاع صدارة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال من دولة قطر. وهو ما يمثل علامة فارقة في أسواق الطاقة لناحية الصلة المباشرة مع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
فقد تمكنت أميركا خلال ست سنوات من تحقيق قفزة هائلة في انتاج وتصدير الغاز الطبيعى المسال، لتنتقل من دولة مستوردة في العام 2016، وفي ذيل قائمة الدول المصدرة وعددها 48 دولة إلى صدارة هذه الدول في العام 2022. ولتصل صادراتها إلى حوالي 81.2 مليون طن وهو ذات الرقم تقريباً ألذي حققته قطر التي تحتل المرتبة الأولى تاريخياً. وأفاد موقع بلومبرغ ان الولايات كانت مرشحة لإزاحة قطر عن المرتبة الأولى لولا الحريق الذي نشب في محطة فريبورت للتصدير في تكساس في يونيو الماضي، وأدى إلى إغلاقها لأكثر من ستة أشهر.
ويرجع ذلك إلى ثورة الغاز الصخري وضخ استثمارات بعشرات مليارات الدولارات في مرافق التسييل. كما يرجع إلى تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، ووقف صادرات الغاز الروسي الذي كان يغطي حوالي 40 في المئة من احتياجات الدول الأوروبية. وكانت الولايات المتحدة الوحيدة تقريباً القادرة على تغطية النقص الحاصل.
الغاز الصخري
وتتوقع بلومبرغ أن تندفع الشركات الأميركية إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في مشاريع الغاز الصخري ومرافق التسييل والتصدير لتلبية الطلب في الدول الأوروبية التي لن تعود لاستخدام الغاز الروسي بذات المعدلات السابقة بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا. يضاف إلى ذلك حرص أميركا على المساهمة في تلبية الطلب المتزايد في اليابان وكذلك في الصين الذي يتوقع أن يشهد قفزات كبيرة بعد الخروج نائياً من أزمة كورونا وعودة التعافي إلى الاقتصاد الصيني.
ويبدو واضحاً أن ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير طاقة انتاج وتصدير الغاز المسال، يهدف إلى الحفاظ على قدرة أميركا للمنافسة في أسواق الغاز، في ظل اندفاع دولة قطر إلى تنفيذ مشاريع ضخمة لتطوير طاقتها الانتاجية خاصة في حقل الشمال، والتي يتوقع ان تنتهي في العام 2026. في حين يتوقع ان تبقى أستراليا في موقعها كثالث أكبر دول مصدرة في العالم.