فيتش ترفع تصنيف سابك رغم تراجع الأرباح:
مشكلة أداء أم أسواق

كان لافتاً تزامن إعلان الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، نتائجها المالية للربع الأول وتسجيل تراجع كبير في أرباحها، مع قيام وكالة فيتش برفع تصنيف الشركة من درجة (A) إلى (+A)، مع نظرة مستقبلية مستقرة. ما يصح معه إعادة قراءة هذه النتائج في ضوء اختلال أداء الأسواق الدولية وليس أداء الشركة.

ومع أن تصنيف الوكالة يعكس رفع تصنيف شركة أرامكو السعودية التي تمتلك حصة الأغلبية في سابك، إلا أن تقرير الوكالة ذكر صراحة ان «رفع درجة تصنيفات سابك يعكس الأداء القوي للشركة من حيث التكلفة وتنوعها الجغرافي وملف تعريفها المالي المحافظ جداً».

عودة التعافي تدريجياً

وتوقع التقرير حدوث تراجع في أرباح العام 2023 مقارنة بالأداء القوي للغاية في 2021-2022. وأرجع ذلك إلى تكاليف الطاقة المرتفعة والرياح المعاكسة في الاقتصاد العالمي والضغط على هوامش البتروكيماويات. وأشار إلى استمرار الضغط على الهامش في عام 2023، بعد إعلان سابك عن هامش الأرباح عند نسبة 17 في المئة تقريباً في عام 2022، وتوقع العودة إلى التعافي لتسجيل معدل 20 في المئة تقريبًا بحلول العام 2025.

ولكن بالمقابل نوه التقرير إلى أن صافي الرافعة المالية للأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك تبقى أقل بكثير من (1x) خلال الفترة 2023- 2026. وأرجع ذلك إلى وفرة السيولة والتدفق النقدي الحر القوي في الوضع المالي للشركة. وتوقع ان تنمو الأرباح الموزعة لسابك خلال العام الحالي، معتبرا أن «الشركة تتمتع بالمرونة لضبط وتيرة نمو الإنفاق الرأسمالي والأرباح الموزعة تماشيًا مع أدائها المالي».

واعتبرت الوكالة أن سابك ستتابع نهجها الحذر في إدارة الميزانية العمومية، ما يدعم ملفها المالي القوي. خاصة وانها واصلت خفض ديونها لتصل إلى إلى 28.4 مليار ريال في العام 2022 مقارنة بحوالي 32.1 مليار ريال في العام السابق.

تراجع الأرباح

كانت سابك قد أعلنت مؤخراً عن نتائجها المالية للربع الأول من العام الحالي. حيث بلغت إيراداتها 39.7 مليار ريال متراجعة بنسبة 24.6 في المئة عن الربع المماثل من العام 2022. أما صافي الدخل قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك فتراجع بنسبة 90 في المئة تقريباً ليصل إلى حوالي 660 مليون مقارنة بحوالي 6.47 مليار ريال.

ولكن يلاحظ ان الأرباح والإيرادات بدأت تميل إلى التحسن هذا العام إذ ارتفعت الأرباح بنسبة 127.6 في المئة في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالربع الأخير من 2022. وهو ما توقعته وكالة فيتش.

وأرجعت سابك سبب التراجع  إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات والكميات المباعة، نتيجة لحالة عدم اليقين بشأن نمو الطلب العالمي ومعدلات التضخم وأسعار الفائدة.  بالإضافة إلى انخفاض في نتائج شركات زميلة ومشاريع مشتركة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة عبد الرحمن بن صالح الفقيه “نراقب عن كثب التغيرات الجارية ومسيرة تعافي الطلب في السوق العالمية، وتشكل الطاقات الإنتاجية الجديدة في الربع الأول من عام 2023 مزيدا م


ن الضغط على الأسعار العالمية، في ظل وجود انخفاض محدود للتكاليف المتغيرة. فيما نواصل إبقاء تكاليف التشغيل تحت السيطرة والمحافظة على قوة ميزانيتنا العامة”.

زر الذهاب إلى الأعلى