«أشجار سائلة» لتقليص تلوث الهواء في المدن

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: أحد أفضل 11 حلاً مبتكراً للمناخ

يبدو الأمر في البداية مبالَغ فيه… “سائل عجيب” مكون من الطحالب والماء يقوم بالتقاط الكربون من الجو وإطلاق الأوكسيجين، كما تفعل الأشجار. ولذلك أطلق عليه أسم “الأشجار السائلة”.

ومع أن هذا الاكتشاف لا يزال موضع جدل بين العلماء وعلى وسائل التواصل، إلا أنه حظي بدفعة قوية بعد اختياره من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كواحد من أفضل 11 حلاً مبتكرًا وذكيًا لمواجهة التغير المناخي وتقليص تلوث الهواء في المدن.

وبدأت تنتشر “الأشجار السائلة” في صربيا بعد أن طوّرها علماء في جامعة بلغراد . وهي عبارة عن مستوعبات تتسع لحوالي 600 ليتر من الماء والطحالب. وتعتبر أول مفاعل حيوي ضوئي.

بديل للأشجار؟

فهل يمكن فعلاً لهذا الخزان المليء بالمياه والطحالب الدقيقة أن يكون بديلاً للأشجار في المدن؟

تعتمد التقنية المستخدمة على عملية التمثيل الضوئي لتحويل ثاني أوكسيد الكربون إلى أوكسجين تماماً كما تفعل والنباتات. حيث تحصد الطاقة من ضوء الشمس باستخدام “الكلوروفيل”.

أشار إيفان سباسويفيتش Ivan Spasojevic أحد العلماء العاملين في المشروع من معهد الأبحاث المتعددة التخصصات في جامعة بلغراد إلى أن “الطحالب الدقيقة المستخدمة في كل مستوعب، تحلّ مكان شجرتين يبلغ عمرهما 10 سنوات أو 200 متر مربع من العشب”.

الطحالب أكثر مرونة

أما النظام فهو نفسه، لأن الأشجار والنباتات تقوم بعملية التمثيل الضوئي وتلتقط ثاني أوكسيد الكربون. لا بل إن الطحالب أكثر كفاءة من الأشجار في إزالة ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، حيث تعمل بشكل أسرع بما يتراوح بين 10 إلى 50 مرة.

وقال سباسويفيتش الهدف ليس استبدال الأشجار بالمستوعبات، بل أن تكون مكمّلاً في المدن ذات نوعية الهواء السيئة بشكل خاص، مثل بلغراد، وهي رابع أكثر المدن تلوثًا في صربيا حيث يوجد بالقرب منها محطتان كبيرتان لتوليد الطاقة بالفحم. كما سجلت صربيا أعلى مستوى من الوفيات المرتبطة بالتلوث في أوروبا في العام 2019.

وأضاف سباسويفيتش: “هدفنا ليس استبدال الغابات، بل استخدام هذا النظام حيث لا توجد مساحة لزراعة الأشجار”. وقال: “في ظروف معيّنة من التلوّث الكبير، لا تستطيع الأشجار البقاء على قيد الحياة، في حين أن الطحالب هي أكثر مرونة”.

أشجار سائلة بوظائف متعددة 

يشار إلى أن هذه الخزانات لا تتطلب الكثير من الصيانة، إذ يكفي إزالة الطحالب الإضافية التي تنمو في المستوعب مرة كل 45 يومًا. ثم إضافة المياه العذبة والمعادن اللازمة. ويمكن أيضًا استخدام الطحالب الزائدة كسماد، أو لإنتاج الوقود الحيوي.
كما تم تصميم “الأشجار السائلة” لتكون متعددة الوظائف في مساحة المدينة، وتوفّر أمكنة للجلوس، وإضاءة تعمل بالطاقة الشمسية ليلاً وشواحن للهواتف المحمولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى