حقل ضخم للهيدورجين الطبيعي في أستراليا والانتاج في 2024

حققت شركة غولد هيدروجين  Gold Hydrogen الأسترالية اكتشافاً مهماً لاحتياطيات قابلة للاستغلال التجاري من الهيدروجين الطبيعي (الأبيض) ومن غاز الهيليوم.

وأعلنت الشركة أن الحفر في أول بئر استكشافية وهي رامزي 1 (RAMZI 1)، أكد وجود تركيزات عالية من الهيدروجين بنسبة نقاء تبلغ  73.3 في المئة. إضافة إلى تركيز مرتفع نسبياً من الهيليوم.

والملفت أنه تم في العام 1931 اكتشاف وجود الهيدروجين في ذات الموقع وبذات نسبة التركيز، ولكن تم إهماله حينذاك، لأن البحث كان يستهدف النفط والغاز. وقال نيل ماكدونالد، المدير الإداري لشركة Gold Hydrogen: “إنه أمر لا يصدق، أن نكتشف الهيدروجين في ذات البئر وبذات التركيز وعلى نفس العمق بعد 100 عام.

وأكدت الشركة ان النتائج تظل أولية وهناك حاجة إلى مزيد من التقييم. وأعلنت أنها ستبدأ بحفر بئر ثانية هي (رامزي2 ) على بعد 500 متر من البئر الأولى خلال الشهر الحالي. وأبلغ ماكدونالد شبكة CNN أن الشركة يمكن أن تدخل مرحلة الإنتاج المبكر في أواخر عام 2024.

أما بالنسبة لغاز الهيليوم، فقد أثبتت عينة مأخوذة من البئر على عمق 892 متراً وجوده بنسبة تركيز تبلغ 3.6 في المئة. وهي نسبة مرتفعة. بالنظر إلى ندرة وجود هذا الغاز الذي لا يمكن تصنيعه. فهناك مشاريع كثيرة في العالم تنتج الهيليوم بنسبة تركيز 1 في المئة أو أقل. ويستخدم هذا الغاز على نطاق واسع في الصناعات الطبية والأبحاث العملية واستكشاف الفضاء والغوص وتطبيقات صناعة الطاقة. ويبلغ سعر الهيليوم حالياً حوالي عن 600 دولار لكل مليون قدم مكعب، أي أعلى بحوالي 200 ضعف من سعر الغاز الطبيعي المسال.

1.3 مليار طن من الهيدروجين

وكانت شركة Gold Hydrogen قد أجرت مسحاً لمساحة 9000 كيلومتر مربع في شبه جزيرة يورك وجزيرة كانجارو لتحسين تقديراتها السابقة لاحتياطي الهيدروجين الأبيض والبالغة حوالي 1.3 مليار كيلوغرام.

ويقدر جيفري إليس، عالم الكيمياء الجيولوجية في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وجود عشرات المليارات من الأطنان من الهيدروجين الأبيض في العالم. ويضيف ولكن هذه التراكمات صغيرة أو على أعماق كبيرة بحيث لا يكون استغلالها مجدياً من الناحية التجارية. ويعتبر أنه إذا أمكن استغلال 1 في المئة فقط، فسيوفر ذلك حوالي 500 مليون طن من الهيدروجين لمدة 200 عام.

إطار تشريعي لجذب الاستثمارات

تعتبر أستراليا سباقة في مجال الهيدروجين الطبيعي أو الجيوليوجي، ليس على صعيد عمليات الاستكشاف والتنقيب فقط، بل على صعيد وضع وتطوير الإطار التشريعي والتنظيمي. حيث بادرت حكومة جنوب استراليا منذ العام 2012 إلى جملة من القوانين والقرارات. ما فتح الطريق تدفق الاستثمارات الخاصة

وعلى صعيد آخر قامت حكومة ولاية كوينزلاند، في شمال شرق أستراليا، بوضع تشريعات من شأنها تشجيع تدفق الاستثمارات إلى قطاع الهيدروجين الأخضر في قطاع النقل. حيث وافق البرلمان على مشروع قانون لإمدادات الغاز والتشريعات المتعلّقة بتطوير صناعة الهيدروجين لعام 2023. وأعلنت أن ذلك سيسهم في ضخ حوالي 33 مليار دولار في الدورة الاقتصادية بحلول العام 2040. وفي خلق حوالي 10000 فرصة عمل.

ويسمح القانون الجديد بنقل الهيدروجين والغازات المتجددة بأمان إلى الشركاء التجاريين العالميين، الذين يتجهون إلى كوينزلاند للمساعدة في إزالة الكربون من وسائل النقل الثقيلة والشحن والطيران والصناعة.

وتشهد كوينزلاند أكثر من 50 مشروعًا للهيدروجين في جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك مشروع بقيادة شركة ستانويل لتوليد الكهرباء والذي من المتوقع أن يوفّر 17.2 مليار دولار من صادرات الهيدروجين على مدى 30 عامًا.

من جهته، أشار وزير الطاقة والطاقة المتجددة في كوينزلاند ميك دي بريني إلى أن الهيدروجين الأخضر سيغير يغير قواعد اللعبة بالنسبة لصناعات النقل والنقل الثقيل والشحن والطيران، والتي تمثل حالياً أكثر من 20 في المئة من الانبعاثات في أستراليا. كما أنه سيفتح مجموعة من الوظائف الجديدة في الصناعة الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى