طاقة الرياح في لبنان: مشاريع تنقصها «طاقة» التمويل

عتمة منازل، وسُحب تلوث، وعجز مالي فاق 40 مليار دولار، تلك هي حال الكهرباء في لبنان. وكان استغلال طاقة الرياح أحد الحلول التي طرحت من خلال ثلاثة مشاريع  هي «عكار المستدامة»”، «طاقة الرياح في لبنان»، و «هوا عكار». ولكن تلك المشاريع لم تبصر النور لأسباب متعددة أهمها إحجام جهات التمويل بعد الأزمة المالية والسياسية وتوقف الدولة عن سداد سندات اليوروبوند. ومع ذلك فإن القائمين على مشروع «هوا عكار» يؤكدون استمرارهم في المشروع وإصرارهم على تنفيذه كما يقول مدير عام الشركة ألبير خوري.

ألبير خوري

لا استثمارات ولا تمويل

كان مفترضاً أن تولد المشاريع الثلاثة حوالي 200 ميغاواط لإنارة أكثر من مئتي الف منزل. فما الذي يعطل تنفيذها؟ يجيب ألبير خوري إنهم في مرحلة انتظار الدولة بعد تخلفها عن دفع ديونها. لكي تقر البرنامج الإصلاحي الموعود وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. بما يكفل أمورها المالية. ويتابع نحن من جانبنا مستمرون في العمل لاستكمال الدراسات وتهيئة الملفات. وكذلك لإعادة النظر في بعض القضايا في ضوء المتغيرات التطورات. ويشمل ذلك دراسة الربط بين مشروع «هوا عكار» ومحطة القبيات الكهربائية. التي ستوزع بدورها الكهرباء النظيفة. كما يشمل دراسة خاصة بالحفاظ على البيئة لجهة الضوضاء ومراعاة عدم تأثير التوربينات على المساكن القريبة. وكذلك مراعاة عدم التأثير على حركة الطيور خاصة المهاجرة منها، عبر تزويد المراوح بمصدر للذبذبات لإبعادها.

وحول الأسباب المباشرة لتأجيل التنفيذ، يقول خوري المشروع مبني على تمويل عالمي. وكان المفترض أن تحصل الشركات الثلاثة على قروض مدعومة لتأمين التمويل. ولكن ذلك توقف بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وعدم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل الدولة. علماً أن الشركات الثلاثة تكلفت ملايين الدولارات لإنجاز المرحلة الاولى. إذ أن كل مشروع يتطلب استئجار مساحات واسعة. والقائمن على هذه المشاريع قاموا بالفعل باستئجار المساحات المطلوبة وهم بانتظار البدء بالتنفيذ.

تكلفة أقل من الطاقة الشمسية

وعن مدى ملاءمة لبنان لهذا النوع من الطاقة المتجددة لناحية توافر الرياح على مدار العام، يقول خوري قمنا بدراسة تفصيلية لتوافر الرياح وسرعتها. وكانت النتائج مقبولة جداً خاصة في منطقة الشمال وتحديداً في محافظة عكار. منوهاً بضرورة أن تقدم الدولة على مزيد من مشاريع الطاقة المتجددة في عكار. ويؤكد انه تم اختيار المواقع في عكار بسبب توفر الرياح نتيجة دراسات معمقة من قبل مهندسين وخبراء في هذا المجال. كما تمت مراجعة أطلس الرياح في لبنان الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأشار خوري  إلى أن تكلفة طاقة الرياح مقارنة بالطاقة الشمسية هي أقل. إذ لا تحتاج الى مساحات كبيرة تكون باهظة التكلفة عادة. ويضيف ان تكلفة الميغاواط من طاقة الرياح هي أقل بنحو 70 في المئة من التكلفة التي تتحملها شركة كهرباء لبنان. وتنتج الشركات الثلاثة الكهرباء وتقوم ببيعها إلى شركة كهرباء لبنان لتعيد توزيعها الى مناطق عكار ولبنان. ويشير إلى أن مشروع «هوا


عكار» يلحظ إقامة 19 توربينة لتوليد الطاقة تشغل كل واحدة مساحة 300 متراً مربعاً.

بانتظار الاستقرار

توفير التمويل لمشاريع كبيرة نسبياً ليس بالمهمة السهلة في ظل بيئة استثمارية عالية المخاطر مثل لبنان. إلا أن خوري يصر بالقول إن المستثمرين ما زالوا على استعداد للاستثمار في لبنان وهم متحمسون لإنجاز هذا المشروع ويؤمنون به في حال توافر الحد المقبول من الاستقرار. ويشدد على أن المشروع لن يتوقف.

هل ستكون عكار التي تعتبر من أكثر المناطق حرماناً «الشعلة» التي تنير المنازل؟ وهل يمكن أن تشكل مشاريع طاقة الرياح فيها، نموذجاً يعمم على مناطق أخرى في لبنان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى