مصر تدخل نادي الدول النووية من باب «محطة الضبعة» بتكلفة 28.5 مليار دولار
بعد مساع دؤوبة لمدة خمسة عقود، دخلت مصر نادي الدول النووية لأغراض مدنية من بابه العريض. وذلك بتدشين الصب الخرساني لمرحلة الإنشاءات الكبرى في « محطة الضبعة» التي تعتبر أحد أضخم مشروعات توليد الكهرباء بالطاقة النووية.
واعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي شهد مراسم التدشين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من خلال مكالمة بالفيديو، ان تنفيذ المشروع يتم بوتيرة أسرع من المخطط الزمني. وهو ما يعكس الأهمية البالغة التي توليها مصر لقطاع الطاقة، باعتباره ركيزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. إضافة إلى مساهمته في زيادة اعتماد مصر على الطاقة الجديدة والمتجددة. وشدد الرئيس السيسي على أن المشروع يشكل إنجازاً جديداَ في ملف التعاون الثنائي مع روسيا. أما الرئيس بوتين فوصف محطة الضبعة بأنها من أهم مشروعات التعاون بين روسيا ومصر. واعتبر أنها تساهم في إنشاء قاعدة للصناعات الحديثة وتوفر طاقة نظيفة كبيرة.
أحدث المفاعلات وأكثر أماناً
ومن المقرر أن تدخل محطة مرحلة التشغيل في العام 2028. وهي تضم أربعة مفاعلات تعمل بالماء المضغوط. وتبلغ طاقتها الانتاجية الإجمالية 4800 ميغاواط بواقع 1200 ميغاواط لكل مفاعل. وتقدر تكلفة المشروع بحوالي 28.5 مليار دولار. ويتم تمويله بقرض روسي قيمته 25 مليار دولار، يتم سداده على مدى 35 عاماً.
وبحسب العقد الموقع مع شركة «روساتوم» الروسية الحكومية، تقوم الشركة ببناء المحطة وتزويدها بالوقود النووي طوال دورة حياتها. كما تتولى دعم التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى. إضافة الى توفير التدريب للكوادر المصرية لتولي التشغيل. كما تم توقيع اتفاق مواز مع الجانب الروسي لبناء منشأة تخزين خاصة بالوقود النووي إضافة إلى حاويات لتخزين الوقود المستنفد.
وتتميز محطة الضبعة باستخدم أحدث المفاعلات النووية من الجيل الثالث المتطور (3+). وأوضح مدير عام شركة «روساتوم» أليكسي ليخاتشيوف، ان الشركة ستستخدم تقنية “VVER-1200” الحديثة كأساس تكنولوجي للتشغيل الموثوق والفعال لمحطات الطاقة النووية المستقبلية. ولفت إلى أن البدء ببناء الوحدة النووية الأولى يعني انضمام مصر إلى النادي النووي العالمي. معتبراً ان المحطة ستكون أكبر مشروع روسي مصري مشترك منذ إنشاء السد العالي. وقال كان امتلاك الطاقة النووية حلماً للشعب المصري منذ نصف قرن وإنه لشرف كبير لشركتنا أن تحقق هذا الحلم.
تلبية احتياجات التنمية والتزامات المناخ
تكتسب محطة الضبعة النووية أهميتها من مساهمتها في حل مشكلة التزايد المطرد في الطلب على الطاقة الكهربائية في مصر. إضافة إلى مساهمتها في تنفيذ استراتيجية الطاقة المستدامة لعام 2035. والتي تستهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية من 20 في المئة عام 2022، إلى 42 في المئة في العام 2035.
ووصف وزير الكهرباء والطاقة المتجددة د. محمد شاكر بدء أعمال الصب الخرساني بالعلامة المضيئة على طريق تنفيذ البرنامج النووي المصري، وتحقيق حلم تنفيذ مشروع أول محطة نووية. وقال ان المفاعلات المستخدمة في المشروع تحقق أعلى متطلبات الأمن والسلامة العالمية التي تشملها تصاميم المفاعلات الحديثة من الجيل الثالث المطور.
وتعتبر الطاقة النووية أحد أنجع المصادر لتوليد الكهرباء النظيفة الخالية من الكربون. كما أنها الأقل تكلفة والأكثر موثوقية مقارنة بمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. حيث يبلغ العمر الافتراضي لمحطة الضبعة مثلاً نحو 60 عاماً. ما يجعلها الخيار الملائم لتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية لخدمة التنمية، وللوفاء بالتزامات مصر المتعلقة بالتغير المناخي بالوقت ذاته.