تعاون عراقي أميركي لاستغلال الغاز المصاحب وتقليص الاعتماد على إيران
يشكل توقيع مذكرة تفاهم العراقية الأميركية لاستغلال الغاز المصاحب في العراق، خطوة مهمة على طريق وقف حرق الغاز والاستفادة منه لحل مشكلة الكهرباء المزمنة. وكذلك على طريق تقليص الاعتماد على إيران في توفير الغاز. وجاء ذلك على هامش زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أميركا.
ويمتلك العراق احتياطات من الغاز تقدر بحوالي 131 تريليون قدم مكعب، محتلاً بذلك المرتبة الـ 11 عالمياً. إلا أن ضعف البنى التحتية قلّص القدرة الإنتاجية اليومية إلى النصف. لتسجل نحو 1.5 مليار قدم مكعب من الغاز المصاحب. والنصف المتبقي يتم حرقه في الهواء. ما يتسبب بخسارة مليارات الدولارات. ومزيداً من الانبعاثات المسببة للأمراض السرطانية وكذلك للاحتباس الحراري، في بلد مهدد بحدوث أزمة حقيقية جراء تغير المناخ.
الغاز المصاحب في العراق يحقق الاكتفاء الذاتي
ومع أن البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الذي ترأسه نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط محمد تميم عن الجانب العراقي، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن عن الجانب الأميركي، لم يذكر مدة محددة لتنفيذ مذكرة التفاهم. ولكن معروف أن الأمر يحتاج إلى تحويل المذكرة أولاً إلى إلى اتفاقية ومن ثم يبدأ التنفيذ.
إقرأ أيضاً: لماذا تنسحب الشركات النفطية الغربية من العراق
ويستهدف العراق تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق تصريحات وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، الشهر الماضي. وتم خلال خلال مارس الماضي طرح جولتين لتراخيص استكشاف الحقول النفطية والغازية. الأولى شملت أكثر من 10 حقول غرب العراق. والثانية 13 حقلاً وموقعاً استكشافياً على الحدود الغربية، والتي ستمكن العراق من إنتاج أكثر من 1.5 مليار قدم مكعب من الغاز.
حل أزمة الكهرباء
ومن شأن استخدام الغاز المصاحب الذي يتم حرقه، تحويل العراق إلى منتج صافٍ للغاز. ما يعني الاستغناء عن واردات الغاز الإيراني في خلال 5 سنوات، وفق تصريحات وزير النفط العراقي. حيث يستورد العراق حوالي 50 مليون متر مكعب من إيران. وهذه الواردات ليست ثابتة وتبقى محكومة بحاجة إيران لها. وبمدى تجاوب الولايات المتحدة مع إعفاء الواردات من العقوبات المفروضة على إيران. وتم في حالات كثيرة تخفيض إمدادات الغاز ما تسبب بمفاقمة أزمة انقطاع الكهرباء في العراق.
ومعروف ان العراق يحتاج العراق إلى 40 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية. في حين لا يتجاوز الإنتاج حالياً 27 ألف ميغاواط. ويتراجع الانتاج في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط. ويتم إنتاج نحو ثلث الكهرباء في العراق بواسطة محطات الطاقة الحرارية، التي تعمل بالغاز المستورد من إيران.