بلومبرغ تعلن موعد الطرح الثانوي لأسهم أرامكو: سبق صحافي أم جس نبض السوق
هل يكون كشف وكالة بلومبرغ عن استعداد المملكة العربية السعودية للإعلان عن الطرح الثانوي لأسهم «أرامكو» يوم الأحد المقبل، مجرد سبق صحافي. أم خطوة مدروسة لجس نبض الأسواق قبل المضي قدماً في إتمام الصفقة؟
ما يبرر التساؤل أن الخبر تضمن التأكيد أنه «لم يتم حتى الآن تحديد توقيت العملية أو عدد الأسهم التي سيتم طرحها. كما أن الطرح بأكمله يمكن أن يُؤجَّل». وكان الاكتتاب العام الأولي لشركة «أرامكو» قبل خمس سنوات جمع حوالي 30 مليار دولار. واعتبر أكبر عملية من نوعها في العالم.
ونسبت بلومبرغ لأشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم «كون المعلومات خاصة»، قولهم: أن الحكومة، بصفتها أكبر مساهم في «أرامكو»، تخطط لإجراء عملية بناء سجل الأوامر لحصر اهتمام المستثمرين بالطرح. وأضافوا أن الطرح الثانوي لأسهم «أرامكو» اجتذب بالفعل التزامات مبدئية من المستثمرين في الشرق الأوسط وأوروبا بقيمة تزيد عن 10 مليارات دولار.
قائمة المديرين والمستشارين
ولكن بلومبرغ أشارت إلى أنه من المرجح أن يتم تسعير العرض بخصم إضافي يصل إلى 10 في المئة من سعر التداول. مع تأكيدها أن ذلك قد يتقلص أو يتحدد بناءً على طلب المستثمرين. وكان سعر سهم “أرامكو” قد انخفض بنسبة 11 في المئة تقريباً منذ بداية العام الحالي.
وذكرت بلومبرغ أن «أرامكو» لا تزال في طور المباحثات مع البنوك التي سيتم تكليفها بإدارة الطرح. ومن بينها “سيتي غروب” Citigroup Inc و”غولدمان ساكس” Goldman Sachs Group و”إتش إس بي سي هولدينغز”، HSBC Holdings. إضافة إلى بنوك محلية مثل البنك الأهلي السعودي.
ويبدو أن عددا كبيراً من المؤسسات المالية يبدي رغبته في المشاركة في صفقة الطرح الثانوي. وذلك على الرغم من انخفاض الرسوم التي تتقاضاها مقارنة بطروحات مماثلة. ويرجع ذلك إلى أهمية الطرح بحد ذاته اولاً. وثانياً لأن المشاركة فيه قد تفتح المجال للمشاركة في الطروحات العديدة في المملكة. حيث تشهد السوق انتعاشاً غير مسبوق في الطروحات الجديدة. إذ بلغت طلبات الشراء التي ضخها المستثمرون في أربعة صفقات جديدة حوالي 176 مليار دولار. وهو رقم ضخم يتجاوز مبلغ طلبات الاكتتاب على طرح شركة أرامكو عام 2019.
الطرح قرار نهائي وسياسة ثابتة
يجدر التأكيد هنا أن تنفيذ الطرح الثانوي لأسهم «أرامكو»، هو قرار نهائي ويأتي تنفيذاً لسياسة ثابتة. وذلك في ضوء استراتيجية تنويع الاقتصاد السعودي وفق رؤية 2030، تحديداً. ووفق رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمستقبل السعودية ودورها بشكل عام. إذ تشكل عائدات طرح جزء من أسهم «أرامكو» مصدراً مهماً لتمويل خطط ومبادرات ومشاريع التنويع بعيداً عن النفط.
إقرأ أيضاً: قرار أرامكو بتأجيل زيادة الطاقة الإنتاجية: الأسباب والأبعاد
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، قد أعلن في شهر مارس الماضي عن تحرير 8 في المئة من أسهم «أرامكو» المملوكة للدولة. وتم نقلها إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة. في خطوة تؤكد العزم على المضي بتنفيذ عملية الطرح.
«أرامكو» لا تقيّم بمكرر ربحية السهم
تبقى الإشارة إلى وجود عدة عوامل تؤثر على قرار المضي قدماً بتنفيذ الطرح أو تأجيله. وكذلك على شروط الطرح. من بينها الأوضاع غير المستقرة في أسواق النفط. وكذلك الأجواء السياسية الملبدة في المنطقة. وصولاً إلى الحرص على جذب كبار المستثمرين المؤسساتيين الدوليين.
ويأتي هذا الحرص في ضوء المراجعة المطلوبة من هؤلاء المستثمرين. والتي يفترض أن تأخذ بالاعتبار ان تقييم شركة بحجم «أرامكو» ودورها، لا يمكن أن يقتصر على قيمة الأرباح الموزعة. لأن «أرامكو» ليست شركة عادية، يمكن تقييمها استناداً إلى «مقارنة مكرر ربحية سهمها ببقية الشركات النفطية العالمية». فهي إلى جانب اهتمامها بتحقيق الأرباح، تتولى تنفيذ سياسة المملكة العربية السعودية بالحفاظ على استقرار أسواق النفط في جانبي الإمدادات والأسعار.
وذلك يظهر قوة الشركة في الموازنة بين الهدفين. وكانت آخر المؤشرات في هذا السياق، إعلانها عن تأجيل تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بزيادة طاقتها الإنتاجية. ما أدى إلى تحرير عشرات مليارات الدولارات لاستثمارها في مجالات أخرى أو زيادة توزيعات الأرباح. مع المحافظة بالوقت ذاته على وجود طاقة إنتاجية فائضة جاهزة للاستخدام لتلبية أي زيادة في الطلب وضمان استقرار السوق.