الرياح والشمس تتفوقان على الوقود الأحفوري في تغذية الكهرباء الأوروبية

زوّدت توربينات الرياح والألواح الشمسية نحو 30 في المئة من الطاقة الكهربائية لأقطار الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2024. الأمر الذي طاقة الرياح والشمس تتفوقان على الوقود الأحفوري (الفحم الحجري، والنفط والغاز) في هذا المجال. وذلك حسب تقرير أصدرته مؤسسة بحثية أوروبية متخصصة في قضايا البيئة، ونشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

الدكتور وليد خدوري

يشير تقرير مؤسسة «أمبير»، المتخصصة في أبحاث تحسين البيئة والمناخ، إلى أن التوليد الكهربائي الأوروبي للنصف الأول من هذا العام، من خلال استعمال الوقود الأحفوري، قد انخفض 17 في المئة. كما تشير «أمبير» الأوروبية إلى أن دور الوقود الأحفوري في التوليد الكهربائي الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2024، قد انخفض عن 30 في المئة. الأمر الذي أدى بدوره إلى جعل الرياح والشمس تتفوقان على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء الأوروبية.

تراجع استهلاك الفحم والغاز

وأفاد التقرير بأن محطات الكهرباء الأوروبية قد حرقت 24 في المئة أقل من الفحم وأقل 13 في المئة من الغاز خلال النصف الأول من عام 2024 عن النصف الأول من عام 2023. وأضاف التقرير أن هذا الاختلاف في حرق الوقود قد حصل مع ازدياد الطلب على الكهرباء مؤخراً. بعد انخفاضه لمدة عامين سابقاً بسبب تقلص الطلب نتيجة جائحة كورونا.

تعد أوروبا من أكثر مناطق العالم تلويثاً للبيئة، نظراً لحرقها الواسع للفحم الحجري إثر الثورة الصناعية. وهي تحاول الآن التغطية على هذا الأمر بتبنيها أهدافاً وأجندات طموحة لتغير المناخ. وقد أسرعت أوروبا مؤخراً، بعد نشوب الحرب الأوكرانية ومقاطعتها البترول الروسي، إلى التركيز المتسارع على بدائل الطاقة المستدامة. من خلال زيادة الاستثمارات فيها من جهة. وتقليص الاستيراد البترولي من جهة أخرى. ناهيك بتوقف استخراج الفحم من المناجم في بعض الدول.

نمو كبير بطاقة الشمس والرياح

من ثم، حاولت أوروبا التركيز مؤخراً على الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح. وبالفعل تم تحقيق نجاحات عدة في زيادة استهلاك الطاقة الشمسية. إلا أنها واجهت تحديات عدة في صناعة طاقة الرياح، بالذات في طاقة الرياح البحرية. التي لاقت معارضة من السياسيين والرأي العام بسبب ارتفاع الأسعار الذي واكب موجة التضخم خلال السنوات الماضية.

وتشير المعلومات إلى أن أوروبا شيَّدت طاقة رياح جديدة بقوة 16.2 غيغاواط في عام 2023. حسب لوبي «طاقة الرياح الأوروبية». لكن شكَّلت طاقة الرياح الجديدة هذه نحو نصف الأهداف التي كان من المفروض تحقيقها في قطاع الرياح الأوروبي لعام 2023. من أجل المضي قدماً في سياسة تصفير الانبعاثات.

ووجد تقرير مؤسسة «أمبير» أن 13 دولة أوروبية فقط قد حققت أهدافها لعام 2023 في مجال قطاع الرياح، منها: ألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، وهنغاريا.

Related Articles

Back to top button