تأجيل تشغيل المفاعل الدولي للاندماج النووي «ITER»
أعلن بياترو باراباشي الرئيس التنفيذي لمشروع مفاعل الاندماج النووي الدولي “إيتر” ITER، أن التشغيل التجريبي للمفاعل قد يتأخر عدة أشهر وربما سنوات عن الموعد المعلن مطلع العام 2025 .
وقال باراباشي ان الموعد المحدد “لم يكن واقعياً في المقام الأول”. وعزى التأجيل إلى ظهور مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي الأحجام الخاطئة لفواصل الكتل التي سيتم تلحيمها في غرفة المفاعل. والتي يبلغ طولها 19 مترًا وعرضها 11 مترًا. والثانية ظهور آثار تآكل في درع حراري مصمم لحماية جدران المفاعل من الحرارة الهائلة الناتجة عن الاندماج.
ويشكل هذا الإعلان نكسة كبيرة لطاقة الاندماج النووي. حيث كانت الدول الكبرى تنتظر نتائج تشغيل مفاعل إيتر ITER لتجاوز العديد من التحديات التكنولوجية. ولكي تتمكن بالتالي من وضع خططها الوطنية لتطوير صناعة الاندماج.
وأضاف باراباشي أنه سيتم وضع جدول زمني جديد بحلول نهاية هذا العام. بما في ذلك بعض التعديلات اللازمة لاحتواء مشكلة تجاوز التكلفة المتوقعة. وتلبية المتطلبات الأمنية لوكالة السلامة النووية الفرنسية. مضيفاً انه سيسعى مع فريق العمل لتعويض التأخير. بحيث يدخل المفاعل مرحلة التشغيل الكامل كما هو مقرر في العام 2035.
ما هو “إيتر” ITER ؟
يذكر أن مشروع “إيتر” وهي كلمة لاتينية تعني “المسار”، يعتبر التجربة الأكثر تقدمًا في العالم حتى الآن. وتشارك فيه 35 دولة هي: دول الاتحاد الأوروبي + سويسرا وبريطانيا، أميركا، الصين، اليابان، الهند، روسيا، وكوريا الجنوبية. وانطلقت فكرة المشروع من اقتراح الزعيم السوفياتي غورباتشوف الذي حظي بتأييد فوري من الرئيس الأميركي ريغان. وذلك خلال مؤتمر جنيف الثاني حول الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في العام 1985. وانطلق المشروع في العام 2005 بعد الكثير من الخلافات والتجاذبات، بالاتفاق على استضافة فرنسا له. وقدرت تكلفته في ذلك الوقت بحوالي 12.5 مليار دولار على أن تتحمل الدول الأوروبية تكاليف الإنشاء والتشغيل بنسبة 45.6 وتوزيع النسبة الباقية على الأعضاء الآخرين بالتساوي. ولكن التكلفة تضاعفت بمرور الوقت.
ويهدف المفاعل الذي يبلغ وزنه 23 ألف طن، إلى إثبات الجدوى التجارية لتفاعلات الاندماج. ما يسمح بالانتقال من مرحلة المفاعلات البحثية والتجريبية إلى المفاعلات الايضاحية والتجارية.