“مصدر” تطور أكبر محطة لطاقة الرياح في العالم بتكلفة 10 مليارات دولار
وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، وائتلاف شركائها الذي يضم “إنفنيتي باور”، وشركة “حسن علام للمرافق” اتفاقية مع “هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة” في مصرر لتوفير قطعة أرض مخصصة لتطوير أكبر مشروع في العالم لطاقة الرياح. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 10 جيجاواط وبتكلفة استثمارية تتجاوز الـ 10 مليارات دولار.
شهد مراسم توقيع الاتفاقية التي أقيمت في القاهرة، رئيس الوزراء المصري، د. مصطفى مدبولي، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة “مصدر”، د. سلطان بن أحمد الجابر، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري د. محمد شاكر المرقبي. ومحمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، وناير فؤاد، الرئيس التنفيذي لشركة إنفنيتي باور، وحسن وعمرو علام، الرئيسان التنفيذيان لشركة حسن علام القابضة.
وستنتج محطة طاقة الرياح عند اكتمالها 47,790 جيجاواط ساعة من الطاقة النظيفة سنوياً، وستسهم في تفادي انبعاث 23.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل 9 في المئة تقريباً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية في مصر. كما سيتيح المشروع توفير حوالي 5 مليارات دولار سنوياً من تكاليف الغاز الطبيعي.
وكان رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا مراسم توقيع الاتفاقية الأساسية لتطوير المحطة، وذلك على هامش مؤتمر الأطراف للمناخCOP27 في شرم الشيخ العام الماضي.
الجابر: تخفيض الانبعاثات وليس النمو
وقال د. سلطان الجابر: “تماشياً مع توجيهات القيادة بالعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ونشر حلول الطاقة المتجددة، يسرنا إبرام هذه الاتفاقية التي ترسخ علاقات الشراكة والتعاون الوثيق في مجال الطاقة المتجددة بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية الشقيقة. ويكتسب هذا المشروع الاستراتيجي أهمية كبيرة فهو يعد واحداً من أكبر المشاريع في هذا المجال على مستوى العالم والقارة الأفريقية، وسيسهم في توفير العديد من فرص العمل وخفض الانبعاثات وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة بكلفة اقتصادية تنافسية.”
وأكد الدور المهم لمثل هذه المشاريع في دعم الجهود العالمية للحد من تداعيات التغيرالمناخي ، موضحاً بأن دولة الإمارات ستركز خلال استضافة مؤتمر الأطراف للمناخ COP28 على تحقيق نقلة نوعية في العمل المناخي، وتوحيد الجهود والتكاتف، وعقد الشراكات، وحث العالم على توفير التمويل اللازم للعمل المناخي من خلال تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية وتنفيذ الدول المانحة لتعهداتها المالية، والتركيز على تحقيق انتقال منطقي وواقعي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة، وأن نركز جهودنا على خفض الانبعاثات، وليس إبطاء معدلات النمو والتقدم.
المرقبي: المشروع يرسخ العلاقات مع الإمارات
من جانبه قال د. محمد شاكر المرقبي أن مصر تبنت برنامجاً طموحاً للنهوض بقطاع الكهرباء في شتي المجالات وعلى رأسها تعظيم استغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة وتشجيع الاستثمار في هذا المجال والذي من شأنه أن يسهم في تقليل الاعتماد علي الوقود الأحفوري، مع مواصلة خفض الانبعاثات الكربونية، مما يتماشى ويتواكب مع استراتيجية الطاقة لجمهورية مصر العربية للوصول الى نسبة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة حتى 42 في المئة بحلول عام 2030.
واعتبر ان المشروع يأتي امتداداً للعلاقات التاريخية بين مصر ودولة الامارات الشقيقة ويعكس أواصر التعاون المثمر والبناء بين البلدين ، كما يؤكد علي قدرة الطاقة المتجددة في مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وكانت “مصدر” قد أعلنت خلال شهر مارس الماضي، عن إتمام “انفينتي باور”، الشركة المشتركة بين “مصدر”، و”انفينتي المصرية”، صفقة الاستحواذ على جميع أسهم شركة “ليكيلا باور” التي تقوم بتطوير العديد من مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا، وهي الصفقة التي تجعل من إنفنيتي باور أكبر شركة للطاقة المتجددة في القارة الأفريقية . “كما أظهرت “مصدر” التزامها بالمساهمة بدعم قطاع الطاقة النظيفة في القارة من خلال توقيع اتفاقيات خلال شهر يناير الماضي، لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 5 جيجاواط في دول أنغولا وأوغندا وزامبيا.
الرمحي: تأثير إيجابي في كل المجالات
من جانبه، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر”: “تفخر “مصدر” بالتعاون مع شركاء استراتيجيين على مستوى العالم، لتحقيق أكبر تأثير إيجابي ينعكس بشكل مباشر على مصر الشقيقة في كافة المجالات التجارية والاقتصادية ويسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي الملحة، ويدعم الجهود العالمية لتطوير حلول مستدامة لإنتاج الطاقة باستخدام أحدث التقنيات المتاحة وأقل التكاليف التنافسية. ويأتي هذا المشروع الضخم، الذي سيسهم في تحسين سبل الحياة والعيش، ليكون تتويجاً للعمل الجاد والشراكة الراسخة بين شركة “انفينتي باور” المشتركة بين “مصدر” و”انفينتي المصرية” وشركة “حسن علام للمرافق”.
من جهته، أشار ناير فؤاد، الرئيس التنفيذي لشركة إنفنيتي باور: “يُعد هذا المشروع إنجازاً كبيراً لإنفنيتي باور والتي تجسد الشراكة ما بين “مصدر” و” إنفنيتي باور” كمنصة استثمارية رائدة في مجال الطاقة المتجددة. إنّ مشروع مزرعة الرياح لا يرسّخ فقط مكانتنا الرائدة كواحدة من كبرى شركات الطاقة المتجددة في مصر والمنطقة، ولكنه يعزز أيضًا العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات. وبالإضافة لكونها مصدرًا رئيسيًا للطاقة المتجددة، ستوفر محطة طاقة الرياح كذلك العديد من فرص العمل للمجتمعات المحلية”
وفي هذا الإطار أعرب عمرو علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة عن فخره بإطلاق مشروع لطاقة الرياح بقدرة 10 جيجاواط بالشراكة مع شركتي “مصدر” و”إنفينيتي باور”. وأضاف “تنبع أهمية هذا المشروع كونه يلبي احتياجات مصر المتزايدة من الطاقة، إضافة إلى أنه يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في مصر. نحن على ثقة من أن هذا التعاون سيحقق أهدافه، ومما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا لمصر”.