مصر: مجلس وطني للهيدروجين الأخضر لتعزيز الريادة وجذب الاستثمارات

سعياً إلى تعزيز النقلة النوعية التي تحققها مصر على مستوى مشاريع الهيدروجين الأخضر، بادرت الحكومة المصرية إلى إنشاء المجلس الوطني لمشروعات الهيدروجين الأخضر ومشتقاته. ويهدف إلى توحيد جهود الدولة لتحفيز الاستثمار في هذا المجال ويعزز تنافسية مصر على المستويين الإقليمي والدولي.

حددت اختصاصات وصلاحيات المجلس الذي يترأسه رئيس مجلس الوزراء، بمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، واقتراح تحديثها في ضوء المستجدات الدولية والوطنية، وكذلك إقرار السياسات والخطط والآليات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية. والتنسيق بين الوزارات والجهات المعنية، واقتراح الحلول اللازمة لتذليل معوقات الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بالإضافة إلى مراجعة التشريعات والنظم والقواعد ذات الصلة واقتراح تحديثها.

وتتوقع مصر التي احتلت المرتبة الثانية عالمياً في مشاريع الهيدروجين الأخضر، أن يصل إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في هذه المشاريع إلى نحو 81.6 مليار دولار بحلول العام 2035. وتستهدف الحكومة التوسّع في تلك المشاريع. حيث وضعت استراتيجية وطنية خاصة لذلك. على أن يتم دمجها في استراتيجية الطاقة 2035، في إطار خطط تحقيق الحياد الكربوني، وخفض الانبعاثات.

التكلفة الأقل

تتميز مصر بأن لديها القدرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بكلفة هي الأقل في العالم. ومن المقرر أن تنخفض لتصل إلى 1.7 دولار لكل كيلوغرام عام 2050 مقارنةً بـحوالي 2.7 دولار عام 2025. كما يُتوقّع أن تسهم الاستراتيجية بتخفيض واردات مصر من المواد البترولية، وتقليل انبعاثات الكربون.

وكانت مصر قد أعلنت عن مشروعات عدّة متعلقة بالهيدروجين الأخضر وتمويلات أخرى مرتبطة بمشاريع الطاقة المتجددة، خلال “قمة المناخ كوب 27″، التي عُقدت في نوفمبر الماضي في شرم الشيخ. كما تدفع الحكومة بقوة نحو تشجيع الاستثمارات فى الهيدروجين الأخضر وتقديم حوافز غير مسبوقة للمستثمرين وعقد الاتفاقيات الدولية .

ففي قمة شرم الشيخ شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية تتماشى مع جهود مواجهة تغير المناخ وأهداف إتفاقية باريس. وكانت مناسبة تم الإعلان خلالها عن افتتاح أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. كما تم توقيع اتفاقية مع دولة الإمارات لإنشاء مشروع ضخم لطاقة الرياح. إضافة إلى إطلاق مصر وبلجيكا مبادرة “المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد” كمنصة دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين الأخضر.

220 ألف فرصة عمل

ونجحت مصر مؤخراً في توقيع أكثر من 20 مذكرة تفاهم مع شركات رائدة في مجال تطوير الهيدروجين الأخضر. وتم تحويل نحو 10 من هذه المذكرات إلى اتفاقيات إطارية تهدف إلى تنفيذ استثمارات تقدر بحوالي 83 مليار دولار. ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات خلال السنوات العشرة القادمة في توفير قرابة 44 ألف فرصة عمل مباشرة وحوالي  220 ألف فرص عمل غير مباشرة.

وتشهد مشروعات الهيدروجين الأخضر حضوراً إماراتياً، مميزاً من خلال شركة “مصدر”، التي وقّعت اتفاقية إطارية مع مصر لتنفيذ مشروع ينتج نحو 480 ألف طن من الهيدروجين سنوياً من محللات كهربائية تعمل بالطاقة المتجددة بقدرة 4 غيغاواط. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج بحلول العام 2030.