الذكاء الاصطناعى يرسم خارطة طاقة المستقبل

حروب وصراعات عديدة شهدها العالم منذ اكتشاف البترول. ومُسحت دول من خريطة العالم، ونشأت دول أخرى. من أجل امتلاك الطاقة والسيطرة على الممرات المائية التي كان يُنقل من خلالها مصدر الطاقة قديماً، وهو النفط.

سيف بن هلال الشحي

واليوم ومع تجاوزنا لعصر ثورة التكنولوجيا الرقمية وولوجنا عصر الذكاء الاصطناعي؛ لنؤسس لمرحلة جديدة سيشهد من خلالها عالم الطاقة نقلة نوعية، تختصر الوقت والجهد في الاكتشافات أو التصنيع أو سبل النقل الآمن من المصدر إلى المستهلك. ومع تزايد حاجة المجتمعات إلى الطاقة النظيفة والمتجددة والتي لا يمكن أن تكفي حاجة الأسواق. سيكون هناك ازدياد في الطلب على المعروض من النفط والغاز والكهرباء. والتي سيقدم الذكاء الاصطناعي أرقاماً وإحصائيات دقيقة حول الاحتياجات والبدائل.

الذكاء الاصطناعي والطاقة

سيسهم في تسهيل إقبال الدول على الطاقة النووية السلمية. من حيث توظيف هذا المصدر المهم وتقليل النفقات. حيث سيساهم الابتكار الذكي في تقليل الكلفة المالية العالية لمحطات توليد الطاقة النووية.

إنشاء مختبر للذكاء الاصطناعي في أفريقيا، في مركز «سيف بن هلال لدراسات وأبحاث علوم الطاقه» بالقاهرة

كما سيسهم الذكاء الاصطناعي في بناء الشبكات الذكية التي تقلل الهدر وتوفر الطاقة. وخصوصاً في الدول التي تعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية وزيادة الأحمال في فصل الصيف.

كما يعمل الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بحالة الأسواق والأحوال الجوية المصاحبة لنقل الطاقة. واستشعار مخاطر أسواق الطاقة. وتخزين معلومات التنقيب والبحث والاستكشاف. وتطوير أنظمة الصيانة، والصيانة الوقائية لشبكات الطاقة ومحطات الإنتاج ومنشآت الطاقة النووية التي تحتاج إلى تكلفة باهظة في قياس الإشعاع والتحكم في أمن وسلامة المنشآت.

كما سيقودنا تسخير الذكاء الاصطناعي إلى التحكم في قياس واستشعار الإشعاع، وسيمكننا كذلك من قياس معدلات الكربون وانبعاثاته.

وستكون للذكاء الاصطناعي إسهامات في طاقة الغاز الطبيعي وتحديد المكامن وتقدير حجم المخزونات، مما يسهل التنقيب والاستخراج. لا سيما وأن الحاجة للغاز ستتضاعف في العقدين القادمين، كما تشير التوقعات.

مختبر في أفريقيا

نحن اليوم أمام عصر جديد، من يحجز له مكاناً فيه سيكون له مكان على خارطة طاقة المستقبل. ومن يتهاون في تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيتخلف، ولن يكون له مكان على هذه الخارطة التي ستشكل النظام العالمي الجديد للطاقة وأمن الطاقة.

من هنا جاء قرارنا ببناء أول مختبر للذكاء الاصطناعي في الاتحاد الإفريقي في مركز «سيف بن هلال لدراسات وأبحاث علوم الطاقه» في جمهورية مصر العربية في الربع الأخير من هذا العام.

*المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز سیف بن هلال لدراسات وأبحاث علوم الطاقة

والرئيس التنفيذي للوكالة الدولية لأمن الطاقة

* نشر في موقع أخبار السياسة والطاقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى