«طاقة الشرق» ضيف قناة القاهرة الإخبارية حول أسعار النفط وتماسك «أوبك بلس»
استضاف برنامج «المراقب» في قناة القاهرة الإخبارية رئيس تحرير مجلة وموقع طاقة الشرق ياسر هلال في حوار حول اتجاهات أسعار النفط ودور منظمة أوبك وتحالف «أوبك بلس». الذي اعتبر أن أسعار النفط محكومة كما كانت دائماً بميزان العرض والطلب. وهذا الميزان سيبقى خلال الأشهر المقبلة مختلاً لصالح العرض.
وأرجع ذلك إلى الإنتاج بالحد الأقصى من قبل الدول خارج تحالف «أوبك بلس» مثل أميركا وكندا والنرويج والبرازيل. فقد تصدرت الولايات المحتدة خلال العام الماضي قائمة الدول المنتجة للنفط لأول مرة في تاريخها. وبلغ إنتاجها حوالي 13 مليون برميل يومياً مقابل حوالي 10 و 9 ملايين برميل للسعودية وروسيا. كما احتلت أميركا المرتبة الأولى في إنتاج الغاز المسال متجاوزة لأول مرة قطر وأستراليا.
وأشار ياسر هلال إلى أنه في مقابل النمو الكبير وغير المسبوق في العرض، فإن نمو الطلب لا يزال متواضعاً وعرضة لعدم اليقين، خاصة في الصين التي تعتبر المستورد الأكبر للنفط. يضاف إلى ذلك اتجاهات أسعار الفائدة والتخوف من حدوث ركود اقتصادي في أميركا ما يفاقم حالة عدم اليقين في الأسواق. وأضاف إن توقعات نمو الطلب في العام 2024 تترواح بين 2.2 مليون برميل يومياً تبعاً لمنظمة أوبك وحوالي 1.4 مليون برميل تبعاً للوكالة الدولية للطاقة.
السعر بين 70 و 80 دولار
ورداً على سؤال حول اتجاهات الأسعار خلال العام الحالي، قال رئيس تحرير موقع طاقة الشرق، ثبت بالتجربة صعوبة توقع اتجاهات أسعار النفط. وغالباً ما تتحرك الأسعار بعكس توقعات بيوت الخبرة والمؤسسات الدولية، بما فيها الوكالة الدولية للطاقة IEA. وأضاف ان هناك حالياً شبه إجماع على أن الأسعار ستتحرك في المدى القصير بين 70 و 80 دولاراً للبرميل. ولكن ذلك قد يتغير بشكل جذري في حال تدهور الأوضاع السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وحدوث تهديد جدي للملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب.
وقال ان هذا الهامش السعري يعتبر مقبولاً من جميع الدول المنتجة الكبرى. فهو مناسب لأميركا حيث يحقق هامشاً جيداً من الأرباح لصناعة النفط الصخري ذات تكلفة الإنتاج المرتفعة والمقدرة بحوالي 50 دولاراً للبرميل. وهو مناسب أيضاً للدول الخليجية التي اعتمدت في ميزانياتها اسعاراً للنفط تتراوح بين 80 دولاراً في السعودية و 58 دولاراً في الإمارات.
تماسك تحالف «أوبك بلس»
وحول دور منظمة أوبك وتحالف «أوبك بلس» في موازنة السوق النفطية أكد هلال أن الدول المنتجة للنفط اعتمدت تاريخياً آلية التحكم بالإنتاج لخلق التوازن المطلوب في السوق. ولا تزال هذه الآلية مجدية نسبياً رغم الضغوطات الكبيرة التي تمارسها الدول الغربية على دول التحالف لزيادة الإنتاج. ورغم الخروقات الأكبر التي تقوم بها بعض دول التحالف لحصص الإنتاج المقررة. وتوقع ان تواصل دول «أوبك بلس» تنفيذ التخفيضات المقررة حتى الطوعية منها خلال الأشهر المقبلة وبانتظار حدوث تغيرات واضحة في جانب الطلب أو العرض.
وأعرب رئيس تحرير موقع طاقة الشرق عن ثقته بصمود وتماسك منظمة أوبك وتحالف «أوبك بلس». مشيراً إلى أن التكتلين مرا بأزمات أشد خلال السنوات الماضية هددت وجودهما، وخرجا منها أكثر قوة. ومن أبرز الأزمات، أزمة العام 1987 حيث انهار سعر البرميل إلى أقل من 10 دولارات. وأزمة العام 2014 ومن ثم 2016 وحرب الأسعار المدمرة التي حدثت وأدت إلى نشوء تحالف «أوبك بلس». وأخيراً أزمة العام 2020 حيث وصل الفائض في السوق النفطية إلى أكثر من 25 مليون برميل يومياً ولم يعد هناك أماكن للتخزين في كل دول العالم، وهبطت الأسعار إلى حوالي 20 دولار للبرميل.