مفاعل نووي هجين: اختراق صيني جديد لتطوير الطاقة الاندماجية

في خطوة تعزز مكانتها في السباق العالمي لتقنيات الطاقة المتقدمة، أعلنت الصين عن خططها لبناء أول مفاعل نووي هجين في العالم. يجمع المفاعل بين تفاعلات الاندماج والانشطار النووي. وذلك ضمن مشروع ضخم يحمل اسم “Xinghuo” (الشرارة)، يُتوقع استكمال مرحلته الأولى بحلول العام 2031.
مشروع “Xinghuo”
سيُبنى المفاعل في جزيرة ياوهو للعلوم بمنطقة نانتشانغ في مقاطعة جيانغشي. وتقدر الميزانية المخصصة له بنحو 20 مليار يوان صيني (أي ما يعادل 2.76 مليار دولار أميركي). ويهدف إلى توليد 100 ميغاواط من الكهرباء المستمرة. ما يجعله واحدًا من أكبر المشاريع التجريبية عالمياً لإنتاج طاقة منخفضة الكربون ومرتفعة الكفاءة.
يمتد الجدول الزمني للمشروع على عدة مراحل. تبدأ بالتصاميم النهائية في عام 2025. وتليها مراحل التصنيع والتركيب بين 2026 و2029. على أن يتم التشغيل الفعلي في عام 2031.
ما هو المفاعل النووي الهجين؟
المفاعل النووي الهجين هو تصميم جديد يدمج بين تقنيتين مختلفتين:
-
الاندماج النووي: حيث تُسخّن نظائر الهيدروجين مثل الديوتيريوم والتريتيوم إلى درجات حرارة عالية لتكوين بلازما نشطة تنتج نيوترونات فائقة السرعة.
-
الانشطار النووي: تُستخدم هذه النيوترونات لتحفيز تفاعلات انشطار في عناصر مثل اليورانيوم-238 أو الثوريوم-232، ما يضاعف الطاقة المنتجة ويقلل من النفايات المشعة.
هذا الدمج يهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة وآمنة بكفاءة أعلى، مع تقليل المخاطر البيئية المرتبطة بالمفاعلات التقليدية.
ابتكار يُغير قواعد اللعبة
يُمثل مشروع “Xinghuo” نقلة نوعية في مساعي الصين للتحول إلى مصدر عالمي لتكنولوجيا الطاقة النووية المتقدمة. وفي وقت لا تزال فيه مشاريع مثل ITER الأوروبية أو SPARC الأميركية في مراحل البحث، تراهن الصين على تسويق نموذجها الهجين بحلول نهاية العقد الحالي.
ويُشير مراقبون إلى أن هذا المشروع قد يفتح الباب أمام سلسلة من التطبيقات الصناعية لتكنولوجيا الاندماج – الانشطار. ما يعزز أمن الطاقة العالمي ويضع الصين في موقع ريادي مبكر.