هلال للقاهرة الإخبارية: أميركا تعود إلى الفحم لحماية «البيزنس»

استضاف برنامج “المراقب” على قناة “القاهرة الإخبارية” رئيس تحرير مجلة «طاقة الشرق» ياسر هلال، في مقابلة تناولت أبعاد قرار الإدارة الأميركية التوسع في استخدام الفحم والغاز في محطات توليد الطاقة الكهربائية، ومدى تعارضه مع الالتزامات المناخية.
ورداً على سؤال لمقدمة البرنامج الإعلامية دينا سالم حول مدى تعارض القرار مع الالتزامات المناخية، قال هلال: لقد بات واضحاً أن الإدارة الأميركية الحالية تجري مراجعة شاملة للسياسات المتعلقة بالمناخ ودعم الطاقة المتجددة. ويجري، استناداً إلى هذه المراجعة، تعديل القوانين وإصدار قرارات رئاسية تهدف إلى الخروج التدريجي والمتسارع من الالتزامات المناخية، ومن برامج دعم الطاقة المتجددة. والتوجه بدلاً من ذلك إلى دعم صناعة الوقود الأحفوري بكل مصادره، بما في ذلك العودة إلى الفحم.
خدمة مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي
وأضاف: كما أشرتم في التقرير، فإن القرار بأن تعود أميركا إلى الفحم، يأتي في هذا السياق. ويعود السبب الرئيسي إلى النمو الكبير في الطلب على الكهرباء، خصوصاً من مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وهو طلب يستحيل تلبيته بالاعتماد فقط على مصادر الطاقة المتجددة. ولهذا السبب، أُعيد إحياء العديد من مشاريع خطوط الأنابيب لتوفير الغاز للمحطات القائمة، ولإنشاء محطات جديدة. ولافتٌ أيضاً أن بعض الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بدأت تنفيذ خطط لإنشاء محطات كهرباء خاصة بها، تعتمد على المفاعلات النووية الصغيرة. وذلك يؤكد حجم النقص المتوقع في إمدادات الكهرباء. ويفسر قرار إدارة ترامب بتفعيل وتوسعة المحطات العاملة بالفحم.
إقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي «يقنع» أميركا بالعودة إلى الغاز لتوليد الكهرباء
وتابع: أود هنا الإشارة إلى أن العودة إلى استخدام الفحم والطاقة النووية في عدد من الدول، خصوصاً الأوروبية، يؤكد فشل السياسات المتسرعة التي تم تبنيها خلال السنوات الماضية للتحول من الطاقة الأحفورية إلى المتجددة. كما يكشف أيضاً خطورة الضخ الإعلامي الذي رافق هذه السياسات. والترويج لشعارات مناخية «جميلة» لكنها للأسف كانت غير واقعية و«شعبوية».
وحول استمرار الاعتماد على الفحم رغم الجهود الدولية لتقليص استخدامه، قال هلال: هذا ما كنت أقصده بالشعارات الشعبوية. إذ يُظهر الواقع أن الطلب على الفحم يسير بعكس الاتجاه المعلن. فبينما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ الطلب ذروته عام 2014 ثم يبدأ بالانخفاض، فإن المؤشرات تُظهر نمواً سنوياً ، يُتوقع أن يستمر حتى عام 2032، وربما بعد ذلك”.
حماية «بيزنس» الفحم
وأضاف: “أميركا تعود إلى الفحم لتضمن أن تبقى لاعباً رئيسياً في هذه الصناعة وذلك لسببين: الأول، أن أكثر من 90 في المئة من المشاريع الجديدة لتلبية الطلب على الفحم تتركز في الصين والهند، وهذا أمر مقلق. والثاني، حماية الاستثمارات الضخمة للشركات الأميركية في هذه الصناعة. والتي قد تتعرض للتهديد في حال فرض سياسات الإقفال التدريجي للمحطات العاملة بالفحم.
وفي ما يتعلق باتهامات بعض الولايات الأميركية لصناديق الاستثمار والشركات الداعمة لصناعة الفحم بالتآمر على المناخ، قال رئيس تحرير مجلة طاقة الشرق:لا شك أن شركات الطاقة الأحفورية، تلعب دورًا مؤثراً في رسم سياسات الإدارة الأميركية الحالية. فهي تملك استثمارات ضخمة، وتحرص على حمايتها وتعظيم عوائدها. أما الولايات التي تتهم هذه الشركات بالتآمر، فهي عادةً تلك التي تركز على مشاريع الطاقة المتجددة. وتسعى إلى تقليص الاعتماد على الطاقة الأحفورية.
وختم بالقول: من الضروري عدم إغفال البعد الاقتصادي والاستثماري «البيزنس» في تحليل وتفسير مواقف الأطراف المختلفة من سياسات المناخ والطاقة المتجددة.