وزير الطاقة السعودي: وكالة الطاقة الدولية تضطلع بدور سياسي

رئيس «أرامكو»: التحول المتسرع للطاقة يتسبب بأزمات خطيرة

اعتبر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان: أن وكالة الطاقة الدولية ابتعدت عن توقع أوضاع السوق النفطية، لتضطلع بدور سياسي. وقال لم يتحقق أي شيء من المخاطر التي سبق أن حذرت منها.

ورداً على توقعات الوكالة بأن يبلغ الطلب على النفط ذروته قبل نهاية العقد الحالي، أشار الأمير عبد العزيز إلى أن الاستثمار في الطاقة التقليدية لا بد أن يستمر بالتوازي مع التحول نحو الطاقة المتجددة. وشدد على الحاجة لإقامة شراكات لإنتاج الهيدروجين الأخضر والكهرباء النظيفة.

وقال وزير الطاقة السعودي خلال جلسة حوارية، ضمن مؤتمر البترول العالمي في كالغاري بكندا: هناك حالة من عدم اليقين بشأن الطلب الصيني والنمو الأوروبي وإجراءات البنوك المركزية لمعالجة التضخم.

وأوضح أن الأسواق المستدامة هي الركيزة الأساسية لأمن الطاقة. وأضاف نريد أن نكون استباقيين وحذرين. نحن لا نستهدف الأسعار وإنما تقليل التقلّبات، فالعالم قد يتحوّل من أزمة طاقة لأخرى إذا لم التخطيط بشكل جيد لسلاسل توريد المعادن الحيوية. وطالب في الوقت نفسه السياسيين بأن يكونوا صادقين في شأن تحديات تحول الطاقة.

أمين الناصر رئيس أرامكو

رئيس «أرامكو»: أزمة طاقة 

وفي السياق ذاته دعا رئيس شركة «أرامكو»” أمين الناصر، إلى اتخاذ ما الإجراءات اللازمة لتفادي أزمة طاقة أكثر خطورة. وتجنب تسبب التحول نحو الطاقة المتجددة في فجوة كبيرة بين شمال العالم وجنوبه.

وأشار الناصر، في كلمة رئيسة ألقاها خلال المؤتمر، الى أن الطلب على النفط  سيتراوح بين بين 103 و 104 ملايين برميل يومياً في النصف الثاني من العام الحالي. وسلّط الضوء على الحاجة إلى خطة عالمية للتحوّل نحو الطاقة النظيفة تتسم بالواقعية والتوازن وتنوع مصادر الطاقة. بحيث لا تنحاز لمصادر على حساب مصادر أخرى، وأن تكون سرعة التحول متلائمة مع تفاوت الأوضاع الاقتصادية والتنموية بين الدول.

وشدد الناصر على أن خطط تحوّل الطاقة ينبغي أن تراعي أيضاً العواقب المحتملة في حال تم تجاهل القضايا المتعلقة بأمن الطاقة، والقدرة على إتاحة الطاقة بتكاليف معقولة. ورحب في الوقت نفسه بإقرار قادة العالم بأن التخطيط لمرحلة التحوّل يتطلب حلولاً واقعية.

فجوة عالمية في الطاقة

وفي ما يتعلق بخطر حدوث فجوة عالمية في مجال الطاقة، قال الناصر: في حين يركز كثيرون في دول شمال العالم التي تتمتع بمعايير عالية في جودة الحياة على الاستدامة البيئية، فإن الأولوية بالنسبة إلى كثيرين في جنوب العالم هي تأمين لقمة العيش والبقاء، وهو ما يصعب الموقف ويجعل اتساع الفجوة نتيجة حتمية لذلك.

واستعرض الأخطار المتعلقة بالتخلص من الطاقة التقليدية قبل الأوان. وقال: إن أوجه القصور في خطط التحول الراهنة تسبب ارتباكاً للصناعات التي تعتمد على الطاقة. وهو الأمر الذي يجعل المستقبل بالنسبة إلى المستثمرين غامضاً. ما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث خلل حاد في توازن العرض والطلب في مجال الطاقة التقليدية. ويؤدي بالتالي إلى مفاقمة أزمة الطاقة، التي لن تؤثر سلباً فقط على الاستثمارات، بل ستحد من ازدهار وتقدم الدول والشعوب.

وفي حديثه عن التحديات التي يشهدها التحول، أضاف الناصر: نحن نتحدث عن تحول كامل للاقتصاد العالمي بقيمة تصل إلى 100 تريليون دولار. ومن المرجح أن يتضاعف هذا الرقم بحلول العام 2050 نتيجة لزيادة عدد مستهلكي الطاقة بنحو ملياري مستهلك. وهذا باختصار، يستدعي تغييراً شاملاً لأسلوب حياتنا الذي يعتمد على الطاقة، وذلك في أقل من 30 عاماً، على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى