الطاقة الشمسية وسبل تقليل أضرارها البيئية
شكلت الطاقة الشمسية نحو 20 في المئة من مجمل انتاج الطاقة المستدامة في العام في 2022. وحلت في المرتبة الثالثة بعد الطاقة المائية وطاقة الرياح. ولكن الملاحظ ان تسجل معدلات نمو مرتفعة. ليصل حجم الإنتاج إلى 1289 ترليون ساعة/وات العام الماضي2022.
المصدر: تقرير الطاقة العالمي لشركة بريتش بتروليوم
مشاريع بطاقة 197 جيغاواط
ويشير تقرير شركة بريتش بتروليوم، إلى أن مشاريع الطاقة الشمسية المخطط لها، في مختلف أنحاء العالم، تسجل نمواً سريعاً. وتساهم في سد فجوة الطلب على الطاقة المستدامة بانتظار بانتظار استكمال تطوير طاقة الاندماج الدمج النووي والهيدروجين خلال هذا العقد والعقد المقبل. والنجاح في تخفيض تكاليف الانتاج خاصة بالنسبة للهيدروجين الأخضر.
وبحسب المنظمة العالمية لصناعات الطاقة الشمسية (SEIA) فهناك حالياً 6200 مشروعاً كبيراً للطاقة الشمسية في العالم. تصل طاقتها الإجمالية إلى حوالي 197 جيغاواط. ومن بينها مشاريع عاملة تبلغ طاقتها الإجمالية حوالي 96 جيغاواط عاملة، ومشاريع قيد التطوير والإنشاء بطاقة 99 جيغاواط.
سلبيات الطاقة الشمسية
كل هذه التطورات تحمل إيجابيات كبيرة لمستقبل الطاقة المستدامة في العالم. لكن ذلك لا يأتي دون سلبيات لا بد من التنبه إليها سواء على صعيد المستهلكين أم على صعيد انعكاساتها الضارة على الطبيعة والبيئة. والتي يعتبر التوجه للمحافظة عليها من أهم أهداف الطاقة المستدامة. ومن أهم هذه السلبيات ما يلي:
الأضرار البيئية الناجمة عن الطاقة الشمسية تشكل قلقاً متزايداً يدفع لإيجاد الحلول اللازمة
أولاً: ارتفاع تكلفة انتاج الألواح الشمسية: ففي الاستعمال المنزلي تقدر تكلفة تجهيز المنزل الواحد بنحو 18 ألف دولار في الدول الصناعية، أي أعلى من التكلفة في الدول النامية. أما في مجمعات الإنتاج الكبرى من الألواح الشمسية فليس مؤكداً أن اقتصادات الحجم ستؤدي إلى تخفيض التكلفة على للمستهلك. وذلك في ضوء التكلفة المرتفعة لإنشاء وصيانة هذه المجمعات.
ثانياً: إن كمية الطاقة المنتجة من الألواح الشمسية تعتمد ليس فقط على عدد ساعات تعرضها لضوء الشمس وإنما أيضاً على الأحوال الجوية بشكل عام. حيث أن نسبة الإنتاجية المثلى تتحقق في الأوضاع الجوية المعتدلة أو المائلة إلى البرودة. في حين تنخفض هذه النسبة عندما تكون الحرارة مرتفعة. كما تعتمد الإنتاجية، على سرعة الرياح التي تساعد على تبريد الألواح.
ومن أجل تحقيق الإنتاجية المثلى للطاقة فإن مجمعات الألواح الشمسية تتطلب استثمارات كبيرة أيضاً في البطاريات الخاصة بتخزين الطاقة. وهو ما يمثل استثمارات إضافية ستكون كبيرة ومكلفة، وينعكس أيضاً على التكلفة النهائية للمستهلك. وعلى سبيل المثال فإن تكلفة بطارية الليثيوم الخاصة بالألواح الشمسية تتراوح تكلفتها للاستعمال المنزلي ما بين سبعة إلى أربعة عشر ألف دولار.
أنشطة تعدين المواد اللازمة لصناعة الألواح والبطاريات أبرز المشاكل البيئية
ثالثاً: في حين كان الهدف من التحول إلى الطاقة المستدامة، هو تخفيض التلوث البيئي الناتج عن الطاقة الأحفورية، فإنه لا بد من التنبه إلى أن إنتاج الألواح الشمسية المطلوبة لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية الضخمة القائمة والمخططة، تتطلب استعمال وتعدين عدد من المواد الملوثة كمادة الكادميوم وغيرها إضافة إلى كل ما يتطلبه الإنتاج الضخم من الألواح الزجاجية الضرورية.
رابعاً: هناك مساحات شاسعة من الأراضي الضرورية لإنشاء مجمعات الطاقة الشمسية الكبرى. أو تغطية مساحات من سطح البحار، وهو ما سيؤثر دون شك على المساحات الزراعية والحرجية والثروة السمكية وبالتالي على الطبيعة بشكل عام.