قمة المناخ الأفريقية: القارة لديها القدرة والطموح وينقصها التمويل

طالب القادة الأفارقة في ختام قمة المناخ الأفريقية في العاصمة الكينية نيروبي، بتوفير التمويل اللازم للتنمية ولمشاريع الطاقة المتجددة. بما يكفل إطلاق إمكانات القارة للمساهمة في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي. وذكر البيان الختامي للقمة الذي اطلق عليه «إعلان نيروبي»  أن أفريقيا لديها القدرة والطموح لتكون جزءاً أساسياً من الحل العالمي لتغير المناخ.

وطغى هاجس التمويل على المؤتمر، حيث طالب المشاركون بإنشاء هيكل تمويلي جديد يتكيف مع حاجات أفريقيا بما في ذلك إعادة الهيكلة وتخفيف عبء الديون. التي تلقي بعبء ثقيل على اقتصادات الدول الأفريقية. وشددوا على ضرورة أن تخصص الدول الملوثة الرئيسية المزيد من الموارد لمساعدة الدول الفقيرة.

تعهدات بـ 23 مليار دولار 

ومع ان الرئيس الكيني ويليام روتو أعلن عن تعهد الدول وبنوك التنمية والمستثمرين مجتمعين، بتخصيص 23 مليار دولار للمشاريع الخضراء في أفريقيا، ولكن بعض المشاركين أبدوا تخوفهم من عدم الوفاء بهذه التعهدات.

وذكّر الزعماء الأفارقة الدول الغنية بالتزامها توفير 100 مليار دولار سنوياً لتمويل خطط المناخ للدول الأكثر فقراً. إذ لم تتلق أفريقيا سوى نحو 12 في المئة من الأموال التي تحتاجها للتعامل مع تأثيرات المناخ، وفقاً لتقرير صدر العام الماضي عن مبادرة سياسات المناخ.

رئيس كوب28 سلطان الجابر

ودعا الزعماء الأفارقة، المجتمع الدولي إلى المساعدة للاستفادة من إمكانات القارة في مكافحة ظاهرة احترار المناخ، من خلال الاستثمارات وإصلاح النظام المالي الدولي. وطالبوا  بزيادة قدرة إنتاج الطاقات المتجددة في أفريقيا من 56 غيغاواط عام 2022 إلى نحو 300 غيغاواط بحلول العام 2030. وذلك بهدف مكافحة الافتقار إلى الطاقة وتعزيز الإمدادات العالمية من الطاقة النظيفة. وهو الأمر الذي يجعل أفريقيا وجهة للاستثمار المناخي وليست ضحية للفيضانات والجفاف والمجاعة.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن “إعلان نيروبي” سيكون بمثابة الأساس لموقف أفريقيا المشترك في العملية العالمية بشأن تغير المناخ حتى موعد انعقاد مؤتمر الأطراف “كوب 28” (COP 28) في دولة الإمارات العربية المتحدة أواخر نوفمبر المقبل.

“السمراء”… قوة عظمى

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن أفريقيا يمكن أن تكون قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة. وهو ما يطرح تساؤلات عن الإمكانات والفرص المتاحة في هذا المجال في القارة السمراء. وأوضح أن القارة غنية بإمكانات الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنها تمتلك 30 في المئة من احتياطات المعادن المستخدمة في صناعة الطاقة المتجددة.

وأضاف أنه في منطقة القرن الأفريقي، يتم توليد 85 في المئة من الكهرباء عبر الطاقة المتجددة، بما في ذلك مشاريع الطاقة الكهرومائية الضخمة في إثيوبيا وكينيا والسودان، وهناك أيضا مشاريع الرياح والطاقة الشمسية في مصر والجزائر وتونس والمغرب.

الوزيرة مريم المهيري

إصلاح النظام المالي العالمي

إلا أن التحديات كبيرة جداً في قارة تعاني دولها من أزمات لا تعد ولا تحصى وغالبيتها تفتقر للنمو الاقتصادي. ومن هذا المنطلق كان موضوع التمويل هو الحاضر الأبرز على طاولة المباحثات في القمة، حيث واصل الزعماء الأفارقة تسليط الضوء على العقبات المالية الكبيرة التي تواجههم. ودعا العديد من زعماء القارة، إضافة إلى غوتيريش إلى إصلاح النظام المالي الدولي الذي وصفه بأنه “عفا عليه الزمن وغير عادل و”مختل وظيفيا”.

وعلق رئيس مؤتمر الأطراف (COP28) سلطان الجابر بالقول: إن ذلك يشكل تأكيداً واضحاً على تصميم أفريقيا وريادتها في مجال المناخ، وهو ما يتوافق مع طموحات وأولويات رئاسة كوب 28.

وكانت وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ومسؤولة ملف النظم الغذائية في مؤتمر الأطراف “COP28” مريم بنت محمد المهيري، قد أكدت وقوف الإمارات مع الدول الأفريقية لمساعدتها على تأمين الاستثمارات اللازمة لبناء نظم غذائية مستدامة ومكافحة تغير المناخ. ودعت الحكومات الأفريقية إلى القيام بدور ريادي من خلال التوقيع على “إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي” الأول من نوعه، والذي أطلقته المهيري خلال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية 2023 التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما في يوليو الماضي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى