«IRENA»: لتعزيز التعاون الدولي في القطاعات ذات الانبعاثات الأعلى
في إطار الدفع نحو التزام الدول المتقدمة بتعهداتها لتمويل المناخ لمساعدة الدول النامية على مواجهة تداعيات التغيّر المناخي، حذّر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «IRENA»، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة، ورواد الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ، من أن الجهود الحالية لتطوير الطاقة النظيفة والمستدامة، رغم تحسنها، لا تزال غير قادرة على تحقيق أهداف التغير المناخي.
توجهات وتوصيات
وشدد التقرير الذي صدرت النسخة الأولى منه قبيل مؤتمر COP26 في غلاسكو، على ضرورة تحقيق انتقال أسرع وأسهل وأرخص في القطاعات ذات الانبعاثات العالية والتي حددها بسبعة قطاعات.
ودعا الى تعزيز التعاون بين الحكومات في المجالات الرئيسية، مثل المعايير واللوائح، المساعدة المالية والتقنية وإنشاء الأسواق لتحفيز عملية التحول بشكل أسرع. وسلط الضوء على عدم التقدم الكافي في التحول إلى التقنيات النظيفة والحلول المستدامة خلال العام الماضي.
ويقيّم التقرير، التقدّم المحقق منذ العام 2022، ويحدد سلسلة من التوصيات في سبعة قطاعات رئيسية تسهم بأكثر من 60 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويبين كيفية التحوّل إلى الطاقة النظيفة في حين تتسارع وتيرة الحلول المستدامة في العديد من القطاعات مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية الكهروضوئية، كاشفاً أن السيارات الكهربائية باتت تشكل 18 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات عام 2023.
فرانشيسكو لا كاميرا
أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا إلى أن الطاقة المتجددة شكلت ما يقارب نصف نسبة توليد الطاقة العالمية في عام 2022، ما يمثل علامة فارقة في تحوّل الطاقة. ومع ذلك، فقد سلطت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة الضوء على الحاجة الملحة الى أن تتضاعف الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول العام 2030. وضرورة التغلّب على الحواجز عبر تطوير البنية التحتية والسياسات والقدرات المؤسساتية. مضيفاً أن التعاون الدولي الموجّه بشكل جيد سيحدد ما إذا كنا سنفي بوعدنا بتحقيق الأمن المناخي في الوقت الحالي وللأجيال القادمة.
وفيما يؤكد التقرير على الحاجة إلى قدر أكبر من الالتزام السياسي، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن الانتقال في مجال الطاقة يسير بسرعة أكبر مما يظهر. ولكنه يحتاج إلى التقدم بسرعة أكبر. وقال: تشير تحليلاتنا إلى أن بعض القطاعات تشهد تعاوناً دولياً أقوى، بينما تتخلف قطاعات أخرى. وأضاف: لا يمكن لأي دولة مواجهة تحديات المناخ والطاقة بمفردها. فالعمل المشترك هو السبيل الوحيد لتحقيق انتقال سلس للجميع. والاعتماد على الابتكار وجذب الاستثمار وزيادة الطلب على التقنيات الجديدة هي أسس النجاح.
رزان المبارك
أما رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف «COP28» ورئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN، رزان المبارك، فقالت أن: التقرير يقدم رؤية تقييم مستقل للتقدم المحرز في تسريع وتفعيل العمل المناخي. معتبرة أن تحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيات النظيفة والمستدامة هو خيار ميسور التكلفة ويمكن الوصول إليه في كل المناطق بحلول العام 2030. وأكدت أنه من دون تعاون دولي يشمل المجتمع المدني، الشركات والجهات الفاعلة المحلية وكذلك الحكومات الوطنية، لا يمكن تحقيق هدف الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند نسبة 1.5 درجة مئوية.