لماذا يترقب المستثمرون والصناديق السيادية الطرح الثاني لأسهم «أرامكو»

لماذا هذا الحماس والترقب من قبل كبار المستثمرين وشركات النفط العالمية وصناديق الثروة السيادية، لقيام “أرامكو” بطرح حصة إضافية من أسهمها في البورصة السعودية؟ في وقت يتزايد فيه الحديث عن قرب انتهاء عصر النفط. وفي وقت تشتد فيه الحملة المنسقة ضد النفط والغاز من قبل بعض الدول الكبرى والمؤسسات الدولية بدعوى حماية المناخ والبيئة؟

مع أن “أرامكو” لم تعلن حتى الآن عن أي طرح جديد،  فقد تصاعدت التحليلات والتوقعات فور صدور تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” حول التوجه لطرح حصة بقيمة تصل إلى 50 مليار دولار قبل نهاية العام الحالي.  وذلك ما ذكره أيضاً تقرير صادر عن وكالة بلومبرغ في شهر مايو الماضي، ذكر أن “أرامكو” كانت تدرس تنفيذ الطرح الثاني العام الماضي، ولكنها قررت تأجيله بسبب ظروف السوق غير المواتية. وأضافت الوكالة أن الحكومة السعودية تعمل مع عديد من المستشارين لدراسة جدوى تنفيذ الطرح الثاني خلال العام الحالي.

عصر النفط لن ينتهي

أما الجواب على الحماس والترقب فينقسم إلى شقين:

الأول: إن عصر الوقود الأحفوري لن ينتهي. وسيبقى النفط والغاز مكوناً رئيسياً في مزيج الطاقة العالمي بعد العام 2050. أما إذا صحت توقعات وكالة الطاقة الدولية ـ وهي نادراً ما تصح ـ وتراجعت حصته في هذا المزيج، فإن المملكة العربية السعودية ستبقى هي المنتج الأكبر والمصدر الموثوق، إضافة إلى عدد محدود من الدول النفطية.

يضاف إلى ذلك نجاح الدول المنتجة من خلال تحالف (أوبك بلس) بالحفاظ على استقرار الأسعار من خلال إدارة فعالة لتوازن العرض والطلب. وتم ذلك رغم الحرب التي شنتها الدول الصناعية بقيادة أميركا لكسر الأسعار. واستخدمت خلالها كل “الأسلحة” المتاحة مثل ممارسة أقصى الضغوط السياسية لزيادة الإنتاج، أو على الأقل عدم تخفيضه، زيادة المعروض في السوق من خلال استخدام الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، والذي هبط إلى مستويات قياسية في أميركا، غض النظر بل تشجيع إيران وروسيا على تصدير النفط رغم العقوبات المفروضة عليهما  الخ….

وذلك يعني أن أرامكو ستبقى فرصة لا تعوض للمستثمرين المؤسساتيين الذي يسعون إلى تحقيق عوائد مجزية وثابتة، مع أكبر قدر الآمان.

توزيعات الأرباح 

الثاني: ضخامة عوائد الاستثمار في “أرامكو”. فقد أعلنت الشركة مؤخراً عن توزيعات نقدية سخية تمثلت بتوزيعات أساسية مقررة لعامي 2022/2023، تبلغ 153 مليار دولار. وستتم زيادتها بتوزيعات إضافية، حيث تم الإعلان عن الدفعة الأولى من هذه التوزيعات بقيمة 10 مليارات دولار. لتصبح الأرباح الموزعة عن الربع الثاني من العام الحالي حوالي 19.5 مليار دولار.

يذكر أن شركة “أرامكو” أعلنت عن خطة طموحة تستهدف بيع 5 في المئة من أسهمها وفق جدول زمني مدروس وعدة شرائح. وتم تنفيذ الشريحة الأولى في العام 2019. حيث سجلت رقماً قياسياً. فتم جمع 29.4 مليار دولار، رغم طرحها في سوق “تداول” السعودي فقط واقتصارها بالكامل على المستثمرين المحليين. وكانت القيمة  السوقية للشركة يومها حوالي 1.7 تريليون دولار. وبلغ الحجم الإجمالي للطرح بعد ممارسة خيار الشراء 3.45 مليار سهم، أي ما يعادل 1.72 في المئة من رأسمال الشركة.

ووتعد “أرامكو” أكبر شركة للطاقة في العالم، بقيمة سوقية تبلغ 2.25 تريليون دولار بعد ارتفاع قيمة أسهمها 19.6 في المئة منذ بداية عام 2023.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى