لبنان: بعد صمتٍ لأسبوع… هيئة قطاع البترول تنعى البلوك 9
بعد مرور أسبوع من “التنقيب عن الكلمات والتبريرات”، خرجت وزارة الطاقة والمياه في لبنان وهيئة إدارة قطاع البترول، ببيان توضيحي حول ملابسات إنتهاء الحفر في البلوك رقم 9. ومع أن البيان هو بمثابة نعي لوجود غاز في البلوك 9. فإنه يحتاج إلى توضيح وإلى “التنقيب” بين الأسطر لفهم ماذا جرى ويجري.
أما تصريح وزير الطاقة خلال جلسة لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة، فجاء معبراً «بوضوح» عن حجم الإرباك في مقاربة الوزارة والهيئة لقضية البلوك 9. والحقيقة أن تصريح الوزير يحتاج قبل التدقيق في مضمونه إلى تدقيق لغوي. بل يحتاج إلى «تعريب» لأنه عبارة عن جمل غير مترابطة وحافل بالأخطاء.
بيان «رفع العتب»
عملاً بالأمانة المهنية ننشر بيان الوزارة والهيئة كما هو وجاء فيه:
بعد استكمال أنشطة حفر بئر الاستكشاف قانا 31/1 في موقع الحفر في الرقعة رقم 9 في المياه البحرية اللبنانية من قبل المشغل شركة توتال إنرجيز. وبعد استكمال جمع البيانات والعينات الناجمة عن أنشطة الحفر ليل الأحد – الاثنين الفائت. وبإنتظار التقرير التقني المفصّل الذي تعدّه توتال. والتزاماً بمبادئ الشفافية التي دأبت الوزارة وهيئة إدارة قطاع البترول على اتباعها. يهمنا أن نبيّن ما يلي: أن اختيار موقع البئر في حوض قانا غير المستكشف هدف إلى الإجابة على سؤالين محوريين لمستقبل عمليات الاستكشاف في البحر اللبناني:
1- تأكيد أو نفي وجود مكامن (Reservoirs) ونوعيتها خصوصاً في البحر اللبناني. وفي طبقة جيولوجية لم يتم اكتشاف مكامن فيها في الحوض المشرقي بعد.
2- مدى تشابه وامتداد الطبقات الجيولوجية التي تم تسجيل اكتشافات غازية فيها في بحر فلسطين المحتلة بمثيلاتها في البحر اللبناني. وتأكيد او نفي وجود مكامن غازية (Reservoirs) ونوعيتها”.
وأضاف البيان: لقد تمّ من خلال الحفر اختراق الطبقات المستهدفة وتأكيد وجود مكمن بنوعية جيدة يحتوي على الغاز في الطبقة الخاصة بلبنان التي أشرنا إليها أعلاه. أن اكتشاف هذا المكمن في حوض قانا يوجب إجراء دراسة موسعة لفهم اعمق. ما يسمح برسم خارطة لهذا النوع من المكامن في حوض قانا وعلى امتداد البلوك 9 والبلوكات المحيطة. والهدف هو تحديد أماكن المكامن التي يمكن أن تحتوي مواد هيدروكاربونية بكميات تجارية.
تأكيد وجود مكامن
كما تم تأكيد امتداد الطبقات الجيولوجية التي سجل فيها اكتشافات غازية في بحر فلسطين المحتلة الى البحر اللبناني، وتم تأكيد وجود مكامن (Reservoirs) بنوعية جيدة جدا والتي احتوت على آثار للغاز في الموقع الذي حفرت فيه البئر. سينصب الاهتمام في الأشهر المقبلة، على استعمال البيانات والعينات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر من أجل نمذجة أدق لحوض قانا. والهدف هو تحديد الامتداد الجغرافي للمكامن المكتشفة داخله وفي المناطق المحيطة به. ورفع نسبة النجاح لتحقيق اكتشافات غازية مستقبلاً في حوض قانا والمناطق المحيطة والتي تمتد على عدة بلوكات بحرية”.
وختم البيان مؤكدا أنه على الرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر إلا أن البيانات والعينات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملا جديدا ومعطيات ايجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الأخرى. وخصوصاً تلك المحيطة ببلوك 9 كما أنها تعطي قوة دفع إضافية للإستكشاف في البحر اللبناني.