وكالة الطاقة الدولية تواصل «مسيرة» التوقعات الخاطئة

تواصل وكالة الطاقة الدولية إصدار توقعاتها «الخاطئة» كما يصفها كبار المسؤولين والمحللين، للعرض والطلب في أسواق النفط. إذ خفضت في آخر تقاريرها توقعها لنمو الطلب في العام 2025 إلى 1.1 مليون برميل يومياً. وأرجعت ذلك إلى تزايد شعبية السيارات الكهربائية والتوقعات الاقتصادية الباهتة.

كما خفضت الوكالة في تقريرها الصادر في 12 إبريل الجاري، تقديراتها لزيادة الاستهلاك خلال العام الحالي بحوالي 130 ألف برميل. ليصل إلى 1.2 مليون برميل يومياً. وتتعارض تقديرات الوكالة مع آراء العديد من كبار المتداولين في العالم ومن بينهم أكبر مجموعة مستقلة لتجارة النفط «فيتول». التي قدرت نمو الطلب بحوالي 1.9 مليون برميل في العام 2025. ما يثير مجدداً مشكلة التوقعات الخاطئة لديها. وهي المشكلة التي دفعت بأعضاء بالكونغرس الأميركي إلى توجيه اتهامات مباشرة لها بتقويض أمن الطاقة.

إقرأ أيضاً: الكونغرس الأميركي يتهم ويحاكم وكالة الطاقة الدولية

أوبك: الزيادة 2.2 مليون برميل

وتتعارض تقديرات وكالة الطاقة مع ما ذكرته منظمة «أوبك» في تقريرها الشهري الصادر في 11 إبريل. والذي أكدت فيه توقعاتها السابقة بنمو الطلب بحوالي 2.2 مليون برميل العام المقبل. كما تتعارض مع توقعات المشاركين في مؤتمر «سيراويك» الأسبوع الماضي. الذين أكدوا على ثبات نمو استهلاك النفط. واعتبروا أن هذا النمو هو أحد العوامل الرئيسية لزيادة سعر خام برنت إلى ما فوق 90 دولاراً للبرميل. إلى جانب محدودية العرض والمخاطر الجيوسياسية.

أخطاء وكالة الطاقة الدولية 

بالنسبة للإمدادات، توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطاقة الانتاجية الفائضة لدى دول تحالف «أوبك بلس» إلى مستوى قياسي قدره 6 ملايين برميل يومياً. وأرجعت ذلك إلى وفرة الإنتاج من خارج «أوبك بلس»، إلى جانب التباطؤ المتوقع في نمو الطلب.

إقرأ أيضاً: وكالة الطاقة الدولية: أخطاء التقديرات.. وخطايا السياسات

ولكن تقرير الوكالة يتوقع في مكان آخر أن يتواصل انخفاض المخزونات الاستراتيجية في الدول الصناعية الكبرى. ليسجل أكبر انخفاض في الربع الثالث من العام. بالتزامن مع ذروة موسم الطلب الصيفي في نصف الكرة الشمالي. ما يعني أن وفرة الإمدادات ترجع بشكل أساسي إلى السحب من المخزونات. وليس إلى ضخامة الإنتاج من قبل الدول خارج تحالف «أوبك بلس». علماً ان الوكالة توقعت أن تنجح أميركا وكندا والبرازيل وغيانا بزيادة إنتاجها بحوالي 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام.

ومرة ثانية تبرز مشكلة وكالة الطاقة الدولية والتوقعات الخاطئة أو المتعارضة. إذ يشير التقرير إلى أن الطلب العالمي على النفط سيتجاوز في النصف الثاني من العام 2025 حاجز الـ 105 ملايين برميل للمرة الأولى. وسوف يأتي جزء كبير من هذه الزيادة من الصين والهند، اللتين تظلان المحركين لنمو الطلب على النفط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى