وقف العمل بمشروع «أركتيك 2» الروسي للغاز بسبب العقوبات الأميركية
أوقف المشروع الروسي«أركتيك 2» للغاز المسال في القطب الشمالي، عملياته جزئياًً لعجزه عن تصدير الإنتاج بسبب العقوبات الأميركية.
ونسبت وكالة بلومبيرغ لأشخاص مطلعين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن عمليات التسييل بالسعة التجارية توقفت بسبب ارتفاع المخزون وصعوبة إيجاد مشرين.
العقوبات الأميركية
وتعرض المشروع العملاق الذي تقدر تكاليفه بحوالي 21 مليار دولار، لعدة جولات من العقوبات الأميركية والغربية خلال العام الماضي. شملت تقييد ومنع التمويل من المؤسسات الغربية. إضافة إلى عرقلة بناء ناقلات الغاز الكاسحة للجليد في كوريا الجنوبية. ما جعل الشركاء الأجانب في المشروع يترددون في مواصلة دعمه. وتعود ملكية المشروع إلى شركة «نوفاتيك» الروسية بحصة مسيطرة قدرها 60 في المئة. وتتوزع النسبة الباقية على كونسورتيوم صيني يضم شركتي «كنوك» و«سي إن بي سي» الحكوميتين. وشركة «توتال إنيرجيز» الفرنسية. و«كونسورتيوم» ياباني يضم شركتي «ميتسوي آند كو» وشركة «جوغميك».
إقرأ أيضاً: «أركتيك 2» الروسي يسيل غاز القطب الشمالي والعقوبات الأميركية «تجمده»
وأدى توقف العمل في مشروع «أركتيك 2»، إلى انخفاض متوسط الإنتاج اليومي في حقل الغاز الذي يغذي المنشأة إلى نحو 5.3 مليون متر مكعب خلال شهر أكتوبر. أي ما يعادل نصف الإنتاج في شهر سبتمبر الماضي. ومعروف أن الطاقة الإنتاجية التصميمية لمشروع «أركتيك 2» بوحداته الثلاثة، تبلغ 19.8 مليون طن سنوياً إضافة إلى 1.6 م/ط/س من مكثفات الغاز. وقد نجحت روسيا بتشغيل واحدة فقط بقدرة إنتاجية تبلغ 6.6 م/ط/س.
معضلة النقل والجليد
يواجه المشروع معضلة نقل الإنتاج، الذي يتطلب ناقلات ضخمة كاسحة للجليد خلال فصل الشتاء الطويل. إذ تمتلك روسيا اسطولاً محدوداً منها، لا يتجاوز 15 ناقلة. وهي لا تكفي لتصدير الكميات الضخمة المنتجة في منطقة يامال.
وتمكنت روسيا من تصدير جزء من إنتاج «أركتيك 2» خلال أشهر الصيف باستخدام ناقلات الغاز العادية. وبخاصة تلك العائدة لما يعرف بأسطول الظل أو «الأسطول الشبح». لتفادي العقوبات الأميركية والغربية. ولكن السلطات الروسية أوقفت في أكتوبر الحالي، مرور السفن التقليدية في المياه القطبية الشمالية الشرقية باتجاه آسيا بسبب ظروف الجليد التي كانت أقسى من المتوقع.
ويواجه المشروع حالياً مشكلة التخلص من المخزون المتراكم بما يكفل استمرار تشغيله بالحد الأدنى اللازم للحفاظ على مكوناته.
وكان زكان جيفري بايات، مساعد وزير الخارجية الأميركي لموارد الطاقة، قد أكد أن البيت الأبيض سيواصل تشديد القيود على الغاز الطبيعي المسال الروسي في محاولة لتقليل عائدات التصدير التي قد يستخدمها الكرملين في تمويل الحرب في أوكرانيا.