إدارة ترامب تنسف مبادرة «طاقة أفريقيا» لتوليد الكهرباء النظيفة

أوقفت إدارة الرئيس دونالد ترامب العمل بالمبادرة الأميركية الشهيرة «طاقة أفريقيا» Power Africa الهادفة إلى زيادة إمدادات الكهرباء في الدول الأفريقية. وجرى إدراج معظم برامج المبادرة ضمن خطة التصفية، فيما تم فصل غالبية موظفيها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن كل برامج المساعدات تخضع للمراجعة. وذلك بهدف إعادة هيكلة المساعدات الخارجية بما يخدم المصالح الأميركية. مضيفاً أن البرامج التي تخدم مصالح أمتنا ستستمر. أما تلك التي لا تتماشى مع مصالحنا الوطنية فلن يتم الإبقاء عليها.
أميركا و «طاقة أفريقيا»
وكان أُطلق برنامج طاقة أفريقيا Power Africa تحت إشراف الوكالة الأميركية للتنمية الدولية خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وهدفت إلى إضافة 30 غيغاواط من سعة توليد الكهرباء النظيفة، وتوفير 60 مليون عملية توصيل جديدة للمنازل والشركات.
ويؤدي إنهاء هذه المبادرة، التي قدمت خبرات فنية وقانونية وأسهمت في تنسيق جهود القطاع الخاص والحكومات، إلى إبطاء الجهود الرامية إلى تعزيز توليد الكهرباء في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. حيث يفتقر نحو نصف السكان البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة إلى الكهرباء.
وواجهت «طاقة أفريقيا» انتقادات منذ بدايتها بسبب بطء تقدم مشروعاتها. لكنها أسهمت لاحقاً في تغطية الاحتياجات المالية لمشاريع بسعة إجمالية 14300 ميغاواط. كما ساعدت في توفير أكثر من 41 مليون عملية توصيل جديدة للكهرباء أو محسنة للمنازل والشركات. ونشرت مستشارين في عشرات الدول الأفريقية، وفقاً لتقريرها السنوي لعام 2023.
“الخداع الأخضر”
ويمكن اعتبار وقف العمل بالمبادرة فصلاً جديد في عملية وصفها نائب الرئيس النيجيري بـ «الخداع الأخضر». لأنه اعتبر مجرد وعود بنقل أفريقيا إلى عصر الطاقة النظيفة، مقابل تخلّيها عن الوقود الأحفوري.
وكان الرئيس أوباما قد أطلق تلك الوعود خلال زيارته التاريخية إلى أفريقيا في العام 2013. حين تعهّد بتوفير تمويل قدره 12 مليار دولار لتوليد 12.5 ألف ميغاواط. وتم في حينه إطلاق مبادرة «طاقة أفريقيا» Power Africa. التي تسخر الموارد الجماعية لأكثر من 170 هيئة ومؤسسة وشركة حكومية وخاصة للمساهمة في كهربة أفريقيا جنوب الصحراء.
ولكن تلك الوعود ظلت حبراً على ورق، لينفض الرئيس جو بايدن الغبار عنها خلال القمة الأفريقية ـ الأميركية الثانية، في العام 2022. وأطلق حينها سيلاً جديدأ من الوعود لاستثمار 1.1 مليار دولار لدعم جهود أفريقيا للحفاظ على البيئة والتكيف مع التغير المناخي والتحول العادل للطاقة. أما ما التزمت به إدارة بايدن فعلاً، فلم يتجاوز 193 مليون دولار. مع وعد بتوفير 100 مليون دولار أخرى في السنة المالية 2023.
وفيما تنسف إدارة ترمب برامج «طاقة أفريقيا»، تذهب “الوعود الخضراء” للقارة السمراء مجدداً أدراج الرياح.