بنك الطاقة الأفريقي: صرخة ضد وقف التمويل الغربي للنفط والغاز

وصف ناشر ورئيس تحرير مجلة طاقة الشرق ياسر هلال تأسيس بنك الطاقة الأفريقي بأنه صرخة ضد اللاعدالة والظلم. المتمثل بحرمان أفريقيا من التمويل لاستغلال ثرواتها الضخمة من النفط او الغاز والطاقة المتجددة.

وقال في مقابلة مع برنامج المراقب في قناة القاهرة الإخبارية، لقد كان لافتاً ان الاتفاق على تأسيس البنك جاء بعد يوم واحد من انتهاء مؤتمر الأطراف “كوب 26” في مايو 2022. والذي شهد اتفاق الدول الغربية ومؤسسات التمويل على وقف تدريجي لتمويل مشاريع الوقود لأحفوري.

واعتبر ان إعلان تأسيس بنك الطاقة الأفريقي في القاهرة وتجاوز الخلافات المتعلقة بدولة المقر والمصاعب الكبيرة المتعلقة بتوفير رأس المال، هو دليل على أصرار الدول الأفريقية على الإمساك بمصيرها.  بمعزل عن توجهات وإملاءات الدول الكبرى المتعلقة بالتحول عن الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة. وهو توجه اعتبره نائب الرئيس النيجري نوع من الخداع. لأنه لم يحدث ان حققت أي دولة بما فيها الدول الغنية والكبرى هذا التحول.

إقرأ أيضاً: «الخداع الأخضر»: الوقود الأحفوري للأغنياء و «نيرفانا» الطاقة الشمسية لفقراء أفريقيا

وأشار إلى أن جهود عرقلة استغلال أفريقيا لمواردها من النفط والغاز، لم تقتصر على منع التمويل، بل شملت حزمة متكاملة من السياسات والقوانين. ووصل الأمر إلى حد محاولة نقل قضية الانبعاثات والتغير المناخي إلى مجلس الأمن باعتبارها قضية تهدد السلم العالمي. وإلى المحكمة الجنائية الدولية باعتباره جريمة إبادة جماعية.

بنك الطاقة الأفريقي بين التقليدية والمتجددة

وقال رئيس تحرير طاقة الشرق انه من حق افريقيا استخدام مواردها من النفط والغاز وحتى الفحم لحل مشكلة وجود أكثر من 600 مليون إنسان لم يعرفوا بعد نعمة الكهرباء. وهم يشكلون أكثر من 75 في المئة من سكان العالم المحرومون من الكهرباء. واعتبر انه من غير المنطقي والأخلاقي الطلب من الآفارقة التضحية بالحد الأدنى من حقهم بالحياة لتخفيض الانبعاثات التي تسببت بها الدول الصناعية الكبرى. وذلك مقابل وعود لا تنفذ بتقديم التمويل اللازم للتحول. وذلك ما عبر عنه بوضوح وزير الموارد المعدنية في جنوب أفريقيا في معرض رفضه لعرض بتوفير  8.5 مليار دولار لبلاده مقابل تخليها عن معامل توليد الكهرباء العاملة بالفحم. فقال الذين ينتظرون أن نتخلى عن الفحم… سيفاجأون بأن الفحم سيعيش أكثر منا ومنهم.

ورداً على سؤال لمقدمة البرنامج الإعلامية دينا سالم، حول التوزيع المحتمل لتمويلات البنك بين الطاقة التقليدية والمتجددة، قال ياسر هلال لا أملك معلومات عن السياسة الإقراضية للبنك، وعن كيفية توزيع التمويل. ولكن يرجح أن يتم التركيز بالدرجة الأولى على تمويل مشروعات النفط والغاز. واعتبر أن العامل الحاسم في تحديد التوجهات سيكون حجم التمويل الذي سيتوفر للبنك. خاصة وان منظمة منتجي النفط الأفارقة مشاركة في تأسيس البنك

وشدد على أن  ضآلة رأسمال البنك قياساَ بضخامة الاحتياجات، وصعوبة توفير هذا المبلغ لا يقلل أبداً من أهمية البنك. وأعرب عن ثقته بأن بنك الطاقة الأفريقي سيحظى بدعم الدول الخليجية وصناديق الثروة السيادية ما يوفر له فرص كبيرة لزيادة قدراته التمويلية. كما اعتبر انه سيشكل قاطرة لجذب الاستثمارات الخاصة وكذلك لتشجيع مؤسسات التمويل الإقليمية وربما الدولية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى