«نيوم للهيدروجين الأخضر»: أرقام قياسية ونموذج استرشادي

الغامدي: نأمل أن يكون مصدر إلهام وتحفيز للشركات حول العالم

  • رقم قياسي جديد في سجل مشروع “نيوم للهيدروجين الأخضر”. وهو المشروع الأسرع تنفيذاً في العالم. ليضاف إلى أنه أكبر مشروع في العالم من حيث الطاقة الإنتاجية. وأول مشروع يتم بيع إنتاجه قبل تنفيذه ولمدة 30 عاما. وأول مشروع يتم تمويله بالكامل فيجمع حوالي 8.2 مليار دولار عند الإغلاق المالي. ولتبقى «الميزة القياسية» التي ينفرد بها، هي الصيغة التكاملية والدائرية لتصميمه ولدوره في إطار مشروع «نيوم» العملاق. ما يجعله جزءا مكملاً للمشروع الأم من جهة، وقاطرة لمشروعات واستثمارات جديدة من جهة أخرى. وكل ذلك ذلك في إطار رؤية سياسية ـ تنموية متكاملة.

صيغة تكاملية ودائرية

الإضاءة على مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، ليست للمجاملات، بل للإشارة إلى أهمية الصيغة التكاملية والدائرية لمشاريع الطاقة المتجددة. وليصبح «نيوم للهيدروجين» بهذا المعنى مشروعاً استرشادياً ونموذجاً قابلاً للتعميم. وهو ما أكده الرئيس التنفيذي لـ «شركة نيوم للهيدروجين الأخضر»، وسام الغامدي بقوله لجريدة الشرق الأوسط: «آمل من خلال تأكيد الجدوى الاقتصادية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة، أن تتحوّل شركة «نيوم للهيدروجين الأخضر» إلى مصدر إلهام وتحفيز للشركات الأخرى حول العالم».

وسام الغامدي

وبغير ذلك فإن مشاريع الطاقة المتجددة قد تتحول إلى مجرد استجابة لـ «تراند» عالمي. أو مشاريع معزولة، تسهم بتحقيق زيادة هامشية لإنتاج الطاقة الكهربائية ولكن بكلفة عالية. هذا إذا لم تصبح إهداراً للموارد، خاصة في الدول الفقيرة.

تكامل مع مشروع «نيوم»

جاء اختيار موقع المشروع، متكاملاً ومتناغماً مع طبيعة مشروع «نيوم» كنموذج لمدن المستقبل. وتم اختيار منطقة «أوكساچون» المخصصة للصناعات المتقدمة والنظيفة لأنها تتميز بموقعها الاستراتيجي على ساحل «نيوم» حيث يقع الميناء. وليصبح المصنع جزءا من شبكة سلسلة التوريد العالمية. ويتميز الموقع بوفرة الموارد الطبيعية اللازمة من شمس ورياح ومياه. ما يمكنه من إنتاج حوالي 2.2 جيغاواط. يضاف إلى ذلك تكامله مع مشاريع أخرى للطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما يمكنه من دمج 4 جيغاواط.

توليد مشروعات وجذب استثمارات

يتميز مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، أيضاً، بأنه يلعب دور قاطرة للاستثمار لأنه يسهم في توليد عشرات الفرص الاستثمارية المجدية المرتبطة به سواء في مرحلة التنفيذ أو التشغيل. وقد بدأت الشركات فعلاً في حجز مواقع لها في «أوكساچون». ومثال على ذلك إقامة مصنع لإنتاج توربينات الرياح لتوليد الطاقة.

وفي سياق متصل تقوم شركة الطاقة والمياه والهيدروجين «إينووا» ENOWA ببناء محطة لتحلية المياه تبلغ طاقتها 500 ألف متر مكعب يومياً. وهي تؤمن حوالي 30 في في المئة من احتياجات مشروع «نيوم». والأهم أنه سيتم استخدام مخلفات المحلول الملحي كمواد خام لإنتاج معادن ومنتجات مهمة تجارياً مثل الملح الصناعي والمغنيسيوم والبوتاسيوم. ويأتي التصميم الدائري للانشطة الاستثمارية متوافقاً مع توجهات المملكة ومع مرتكزات عمل صندوق الاستثمارات العامة لتحقيق النمو المستدام .

تكامل مع رؤية المملكة

يتكامل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر مع مساعي المملكة العربية السعودية، لتكون مركزاً إقليمياً ودولياً للطاقة المتجددة عموماً وللهيدروجين تحديداً. وذلك في إطار رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. حيث تخطط لإنتاج 4 ملايين طن عام 2035. وهناك العديد من المؤشرات ذات الدلالة على التصميم الدائري والتكاملي للمشروع. من بينها على سبيل المثال قيام شركة «إينووا» في العام 2022  بإنشاء مركز للابتكار وتطوير الهيدروجين HIDC  في مدينة «أوكساچون». ليكون أول مركز من نوعه في المنطقة. وسيعمل المركز على تطوير تقنيات إنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله. وهي المجالات الثلاثة الأساسية في تحديد سرعة تحول الهيدروجين إلى طاقة المستقبل. وبالتالي في تحديد قدرته على المنافسة مع البدائل المتاحة حالياً أو التي ستتاح مستقبلاً.

أول دفعة من توربينات الرياح

تعميم الفائدة

من المهم الإشارة في هذا السياق، إلى أن الفوائد المحققة من تلك الجهود لا تقتصر على المملكة العربية السعودية، بل تمتد لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة والعالم. وتشير تقديرات متطابقة إلى أن دول مجلس التعاون يمكنها تحقيق إيرادات تصل إلى حوالي 200 مليار دولار بحلول العام 2050 من إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر. في حين توقع تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA أن يخلق إنتاج الهيدروجين الأخضر نحو 30 مليون وظيفة في مختلف دول العالم.

وهكذا فإن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتزام المملكة بتحقيق الريادة في الحد من انبعاثات الكربون. وتنفيذ خططها لخفض الانبعاثات والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية في 2060. كما يرتبط أيضاً بالتوجه العام لتخفيض الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد. إضافة إلى التزام المملكة بأن تصبح قوة إقليمية ودولية رائدة في مجالات إنتاج وتصدير الطاقة المتجددة، وقيادة مبادرات الاقتصاد الأخضر. حيث أطلقت مثلاً مبادرتين في هذا المجال هما «السعودية الخضراء» و «الشرق الأوسط الأخضر».

نيوم للهيدروجين الأخضر

  • اكبر مشروع في العالم، إذ يمتد على مساحة 300 كيلومتر مربع. وتبلغ طاقته الإنتاجية عند بدء التشغيل حوالي 600 طن يومياً. ويتم تصدير الإنتاج على شكل أمونيا خضراء بطاقة تبلغ نحو 1.2 مليون طن.

  • تم 22 مايو 2023 الإغلاق المالي بحشد تمويل قيمته 8.4 مليار دولار. واعتبر الأكبر من نوعه في إطار التمويل الأخضر. وساهم في التمويل 23 مصرفاً وشركة استثمار محلية وإقليمية ودولية.

  • يتولى تنفيذ المشروع تحالف يضم شركة “أكوا باور” و”إير برودكتس” و “شركة نيوم للهيدروجين الأخضر”.

  • تم تسويق كامل إنتاج المشروع لمدة 30 عاماً بموجب اتفاقية حصرية مع شركة «إيربردوكتس».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى