; «جلف كرافت»: هيكلة وتوسع.. فهل اقترب الاكتتاب العام؟ - طاقة الشرق TAQAMENA

«جلف كرافت»: هيكلة وتوسع.. فهل اقترب الاكتتاب العام؟

لم تكتف «جلف كرافت» في النسخة الثلاثين من معرض دبي العالمي للقوارب، باستعراض انجازات الماضي والحاضر، بل أعلنت ملامح الانجازات المخطط لها على ثلاث مستويات هي: أولاً؛ إعادة هيكلة إدارية وتجميع كافة الشركات تحت مظلة واحدة هي «مجموعة جلف كرافت»، ما قد يمهد الطريق لطرحها مستقبلاً للاكتتاب العام. الثاني؛ التوسع في مجالات التصنيع والصيانة والتصميم. والثالث؛ الاستعداد لإطلاق أول يخت يعمل بمحرك هيدروجيني.

تأسيس مجموعة «جلف كرافت»

جاءت خطوة تأسيس “مجموعة جلف كرافت” كاستجابة طبيعية لمسيرة النمو والتوسع في أنشطة الشركة وانتشارها الدولي لترسيخ  إرثها في إبراز تميز علامة «صنع في الإمارات» عالمياً. كما يقول محمد الشعالي، رئيس مجلس إدارة «مجموعة جلف كرافت». ويضيف أن إعادة الهيكلة الإدارية تستهدف تبسيط وتعزيز تكامل العمليات لكل من شركات «جلف كرافت» و «حوض بناء السفن» و «جلف كرافت المالديف».

ويؤكد الشعالي في حديث مع «طاقة الشرق» على متن يخت نوماد 101، «إن أهمية خطوة توحيد أعمالنا التجارية تمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرة النمو والتوسع. بحيث تصبح المجموعة الجديدة، الركيزة الرئيسية لمختلف الأعمال». ومعروف ان «جلف كرافت» تمتلك منشأتين للتصنيع واحدة في أم القيوين بمساحة 462 ألف قدم مربع. وأخرى في جمهورية المالديف مساحتها 100 ألف قدم مربع. بالإضافة إلى مراكز الخدمات في دبي وعجمان والمالديف.

مقدمة للاكتتاب العام؟

ويضيف الشعالي ان ما يساعدنا في عملية الهيكلة هو الأداء القوي الذي نحققه عاماً بعد آخر، وحتى في أقسى الظروف التي مر بها الاقتصاد العالمي بعد جائحة كورونا. فقد استطعنا في العام المالي 2023 تحقيق نتائج ممتازة رغم البيئة التشغيلية غير المستقرة خاصة في المنطقة العربية. وأظهرت الشركة قدرة عالية على التكيّف. وسجلنا معدلات قياسية لناحية الطلبيات والمبيعات وعمليات التسليم. كما سجلت بداية العام 2024 إنطلاقة قوية تؤشر إلى استمرار منحنى النمو. ويقول أن حوض بناء السفن يعمل بكامل طاقته. كما أن سجل الطلبات تم حجزه بالكامل حتى نهاية العام الحالي.

معرض دبي للقوارب 2024

ورداً على سؤال مباشر، عما إذا كانت خطوة تأسيس المجموعة، مقدمة لطرح الشركة للاكتتاب العام، يؤكد رئيس مجلس الإدارة، أن الاكتتاب العام هدف مشروع لأي شركة ناجحة. وشركة جلف كرافت من بين هذه الشركات. والإقدام على خطوة الطرح الأولي ليست مستبعدة، ولكنها ليست مستعجلة أيضاً. فالأمر يحتاج إلى دراسة متأنية.

وحول أدوار الجيل الثاني من أبناء الشركاء المؤسسين، اختصر محمد الشعالي التطورات والتمنيات بالقول، ان بعض الأبناء يبدون اهتماماً بالعمل في هذا المجال. والمسألة ببساطة تتوقف على نجاح أي منهم بإثبات كفاءته وقدرته على تولي المسؤولية.

التوسع المستقبلي انطلاقاً من الإمارات

بالنسبة لاتجاهات التوسع والنمو يشير محمد الشعالي إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التركيز على تطوير مصانعنا في دولة الإمارات وفي المالديف. إضافة إلى التوسع في خدمات التأثيث والصيانة وإعادة التصميم وغيرها من الخدمات المساندة. كما سيتم التركيز على التوسع في إنتاج القوارب الصغيرة والمتوسطة. وكذلك الدخول القوي إلى ميدان اليخوت التي تعمل بالهيدروجين.

ويعتبر أن «جلف كرافت» تتمتع بميزة كبيرة هي اعتمادها على قاعدة انطلاق راسخة وقوية. فدولة الإمارات العربية المتحدة تمتاز بالاستقرار الأمني والسياسي، المدعوم بالاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام. الأمر الذي جعلها موطناً لكبار المستثمرين والشركات الدولية من كافة أنحاء العالم. كما جعلها وجهة عالمية للسفر والترفيه. ما أدى بالتالي إلى انتعاش قطاع اليخوت والقوارب. خاصة في ظل التشريعات والقوانين المبسطة ووجود بنية تحتية متكاملة وحديثة.

وينوه الشعالي بأنه خلال السنوات الخمس الماضية تم تصدير أكثر من 90 في المئة من إنتاج الشركة إلى مختلف دول العالم. وهو ما يؤكد ان شركة «جلف كرافت» تعتبر سفيرة الصناعة الإماراتية في العالم. ويكفينا فخراً أن نساهم برفع علم دولة الإمارات على يخوت فاخرة تجوب بحار وموانئ العالم. ويخالجنا هذا الشعور بالافتخار كلما قال لنا أحد المسؤولين «رأينا أحد يخوتكم الذي يرفع علم الدولة في ميناء الدولة الفلانية أو في البحر الفلاني».

وأبرز تجليات هذا الانتعاش هو معرض دبي للقوارب. الذي يعتبره رئيس مجلس إدارة مجموعة «جلف كرافت»، أكبر وأهم معرض عالمي خارج أوروبا وأميركا. ويضيف: أن هذه الأهمية تتجلى في دورة العام الحالي في مشاركة كبريات الشركات العالمية من 55 دولة، والتي تشمل أكثر من 1000 علامة تجارية. إلى جانب مشاركة عدد كبير من ملاك اليخوت والزبائن والمهتمين من كافة الدول. كما تتجلى هذه الأهمية بالرعاية التي يحظى بها المعرض من قبل كبار المسؤولين في الدولة.

محمد الشعالي: نشعر بالافتخار عندما يقول لنا أحد المسؤولين «رأينا أحد يخوتكم الذي يرفع علم دولة الإمارات في البحر الفلاني».

ويضيف أن جلف كرافت تولي اهتماماً خاصاً لمعرض دبي العالمي، وتشارك في الدورة الثلاثين بـ 15 قارباً ويختاً من مختلف الأحجام بين 34 قدماً و111 قدماً. وقد راعينا في اختيار المعروضات ان تكون مناسبة لجميع الأذواق والامكانات.

نحو محرك الهيدروجين

حول مسألة اتجاه صناعة اليخوت نحو المحركات قليلة أو عديمة الانبعاثات مراعاة للتغير المناخي، يعتبر محمد الشعالي أنه لا يجوز في المبدأ تحميل صناعة اليخوت مسؤولية المشاكل المناخية ولا أعباء تخفيف الانبعاثات. لأن إجمالي مساهمة اليخوت والقوارب في هذه الانبعاثات لا يتجاوز 0.002 في المئة من إجمالي الإنبعاثات عالمياً. وأعتقد أن هناك نوعاً من المبالغة في هذا المجال. ولكن بالمقابل يقول الشعالي، ان صناعة اليخوت تبذل جهوداً حثيثة لابتكار المحركات والتصاميم التي تسهم بتقليل الانبعاثات. وقد شاركت «جلف كرافت» منذ البداية في تلك الجهود. وقامت بتجربة قارب بمحرك هجين «هايبرد». ولكن اعتقد ان هذه المحركات أو المحركات الكهربائية التي تعتمد الطاقة الشمسية تواجه الكثير من التحديات.

ويضيف: اعتمدت «جلف كرافت» خيار محركات الهيدروجين، وسنباشر ببناء يخت متوسط الحجم يعمل بالهيدروجين. وجاء هذا القرار بعد دراسة شاملة ومعمقة لكافة الخيارات المتعلقة بالمحركات والأحجام والتصاميم. وسنقوم ببنائه بالتعاون مع شركتين ألمانية وصينية. ولكن يجب التأكيد هنا على أن الانتقال من محركات الديزل إلى المحركات البديلة هي مسألة تطور ومسار طويل، وتتطلب وقتاً وظروفاً مؤاتية وخلق بنية تحتية، وليست مسألة قرار.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنا لدي مشروع يخص نشاط شركتكم في العراق تحديدا في الفاو في البصرة أنا خبير اقتصادي متقاعد حاليا ولدي خبرة كبيرة في القطاع العام والخاص لاكثر من ثلاثين سنة

زر الذهاب إلى الأعلى